نبيل زكي: أقول للرئيس «خللي بالك من الغلابة الذين أيدوك وما زالوا يؤيدونك»
- أصحاب المصالح يريدون إعادة الحزب الوطنى
- ثورة 30 يونيو كانت بدون قائد.. والعدالة الاجتماعية ليست من أهدافها
- الحكومة ليست معنية بالحياة الحزبية.. والانتخابات بالقائمة المغلقة كارثة
- لا فرق بين حكومة مدبولى وإسماعيل.. نفس السياسات والتغيير في الأشخاص فقط
- محدودو الدخل يتحملون العبء الأكبر في روشتة الإصلاح
- الحكومة تريد أن تحمل الشعب أخطاء الحكومات السابقة.. ويجب البحث عن بدائل غير زيادة الأسعار
- الدعوة لزيادة مدة الرئاسة في الدستور خطيرة.. والمطالبة بوجود حزب للرئيس دعوة مشبوهة وردة للوراء
- سياسات الحكومة الاقتصادية خاطئة وتحمل الأجيال القادمة عبئًا كبيرًا
في سياق المبادرة التي أطلقتها "فيتو" الصوت الآخر مُعارضةُ منْ أجلِ الوطن”.. واتساقًا مع تأكيدِ الرئيسِ “عبد الفتاح السيسي”، على أهميةِ دورِ المُعارضةِ الجادَّةِ والوطنيةِ، في تقويةِ الدولةِ المصريةِ، وتنميةِ قدراتِها، حيثُ لا تكتملُ صورةُ المشهدِ السياسيِّ لأيِّ نظام ينتهجُ نهجًا ديمقراطيًا صحيحًا ما لمْ تكنْ هناك مُعارضةٌ وطنيةٌ صادقةٌ، حاورت "فيتو" الكاتب الصحفى نبيل زكى أحد الكوادر القيادية المهمة في حزب التجمع اليسارى، في الذكرى الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو، كونه شاهدًا على الأحداث آنذاك، حيث يرى زكى أن تلك الثورة كانت بدون قائد، وكان هدفها الوحيد هو إسقاط جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، وكشف أنه كانت هناك اقتراحات من بعض القيادات الناصرية بالاعتذار للإخوان قبل 30 يونيو عما قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حقهم إبان فترة حكمه، مشيرًا إلى أن سياسات الحكومة الاقتصادية خاطئة، والطبقة الفقيرة والوسطى هي من تدفع الثمن حاليا، وأشار الكاتب الكبير إلى أن صندوق النقد الدولى خرب دولًا كبرى، مؤكدًا أن المنابر الإعلامية لا تهتم بالمعارضة، وأن أصحاب المصالح يريدون إعادة الحزب الوطنى مرة أخرى والسلطة غير مهتمة بالأحزاب السياسية ولا تأخذ رأيها.. وإلى نص الحوار..
• بداية، في الذكرى الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو.. برؤيتك ماذا تبقى منها؟
- تبقى أشياء كثيرة من الثورة، تبقى أنها ما زالت في ذاكرة المصريين بعد 5 سنوات، الثورة كانت قفزة نوعية في تاريخ الشعب المصرى، وأول مرة تخرج هذه الحشود الكبيرة إلى الشوارع، من كل الطبقات والفئات، وأيضا كل الأعمار والمدن والأرياف والنجوع والقرى المختلفة، الحشود كانت بالملايين في المدن والشوارع، لكنه لم يتم رصد أعداد الحشود بالتحديد، رغم أنها تعدت الكثير والكثير من المصريين، والأمر الغريب أنه لأول مرة يشارك مواطنون ومواطنات لا يتبعون أي حزب سياسي، ولا علاقة لهم أيضا بالسياسة، لا يعرفون معنى العمل العام، ليسوا بسياسيين، خرجوا عندما شعروا بأن وطنهم في خطر كبير، وأن الهوية المصرية أصبحت في مهب الريح، وأن هناك تيارًا غريبًا لا ينتمى لتراب الوطن، ويحاول تهديد تاريخه وتراثه ويشوه شخصيته، بالتالى خرج الكثيرون من الشعب المصرى لإزاحته، وأرى أنه لأول مرة في تاريخ العالم، وليس مصر فقط، تخرج هذه الملايين في الشوارع، ضد نظام يدعى أنه يحكم باسم الدين، وأن كل من يعارضه يكون خارجًا عن الإرادة الإلهية، كانوا يعتبرون أنفسهم ممثلي الإرادة الالهية، لكن المصريين أعلنوا رفضهم للحكم باسم الدين، أما النقطة الثانية فهى أن المصريين أيضا استطاعوا إسقاط القناع عن الجماعة باعتبارها لا تعلم الوطنية، ولا تكف عن التواطؤ مع الجهات الأجنبية لضمان البقاء في السلطة لأطول وقت ممكن والتفريط في تراب الوطن؛ سيناء لحماس، وحلايب وشلاتين للسودان.
• هل نسير عكس اتجاه ثورة 30 يونيو؟
- لا نسير عكس ثورة الثلاثين من يونيو، مادامت شعارات المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية مرفوضة، لكن إذا حدث توافق على المصالحة فنحن في هذه الحال نسير عكس 30 يونيو.. والعداء الموجود حاليا هو بين الحكومة والشعب وليس الإخوان.. بالفعل لا نسير كما يجب في العدالة الاجتماعية، لكن الهدف الرئيسى لثورة الثلاثين من يونيو كان إسقاط الإخوان، وبالطبع لم تتحقق حتى الآن العدالة الاجتماعية، وارتفاع الأسعار غير مناسب تمامًا لظروف المواطنين البسطاء ومحدودى الدخل، ولا توجد عدالة اجتماعية في توزيع الأعباء على المواطنين، والطبقة الفقيرة والوسطى هم من يتحملون العبء الأكبر من الإجراءات الاقتصادية، ومن الممكن وجود بدائل مثلما تقترح الأحزاب السياسية، وخاصة أن صندوق النقد الدولى خرب دولًا أخرى، لكن في النهاية هناك انتقاد واضح للحكومة في مثل هذه القرارات.
• هل تحققت أهداف ثورة الثلاثين من يونيو؟
- ثورة 30 يونيو كان هدفها إسقاط جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، ولم يكن لها مطالب تتعلق بالأمور المعيشية، وإسقاط الإخوان تحقق بالفعل، لكن الشعب لديه مطالب وأهداف أخرى غير مطالب 30 يونيو، بعد التحرر من حكم متسلط يتاجر بالمصريين والأرض المصرية.
• وماذا عن الأحزاب السياسية بعد ثورة الثلاثين من يونيو؟
- الحكومة ليست معنية كما يجب بالحياة الحزبية، والدليل على ذلك أن نظام الانتخابات الذي تشكل على أساسه البرلمان الحالى فيه خلل، نظرا لأن القوائم المغلقة كارثة كبيرة للغاية، والقوائم المفتوحة هي الوضع الأفضل في أي نظام انتخابى، والخطر الذي يواجه الحياة الحزبية ينبع من داخل مجلس النواب، وخارجه أيضا من بعض وسائل الإعلام، التي تريد تعديل الدستور لزيادة مدة الرئاسة، وهى دعوة خطيرة ضد الدستور وضد الديمقراطية وتعيدنا للوراء، وأيضا الدعوة الأخرى المطالبة بوجود حزب للرئيس تعد ردة خطيرة للوراء، وهو ما يعنى أن جميع أجهزة الدولة في أي انتخابات رئاسية برلمانية محلية ستنحاز لحزب الرئيس، وهذه الدعوات مشبوهة، خاصة أن الأحزاب الحالية معظمها يؤيد الرئيس السيسي، لكن ربما هناك أصحاب مصالح، يريدون أن يكون هناك حزبٌ واحدٌ مثلما كان الحزب الوطنى الديمقراطى الذي أسقط الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
• وماذا عن اهتمام السلطة بالأحزاب السياسية؟
- السلطة غير مهتمة بالأحزاب السياسية، والدليل على ذلك عدم وجود اجتماعات مع رؤساء الأحزاب، ودليل واضح على أن الأحزاب لا تشغل بال السلطة، والحجة دائما "هل نجتمع مع 104 أحزاب ؟!"، لكنهمن المفترض في القضايا الكبرى مثل ارتفاع الأسعار وغيره من الأمور المهمة، أن يتم الاجتماع مع رؤساء الأحزاب، نظرا لأن الحكومة الحالية تكنوقراط، وليست حكومة سياسية، والسياسي دائما هو من يشعر بنبض الشارع المصرى.
• أين من قاموا بثورة يونيو حاليا؟
- القائد الحقيقي لـ 30 يونيو هو الشعب المصرى نفسه، ضد جماعة الإخوان الإرهابية، ولم يكن هناك قائد للثورة، بالطبع كان هناك قيادات حزبية مشاركة في الثورة، لكنها لم تكن قيادة الثورة والجماهير، كان هناك جدول أعمال لـ30 يونيو، وكان هناك من هم على اتصال بالرئيس المخلوع محمد مرسي لإيجاد أي حلول، وكان هناك بعض الاقتراحات من بعض الشخصيات الكبرى حينها، وهى أن يعتذر الناصريون للإخوان عما قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حقهم، وخاصة أن بعض الناصريين لم يكونوا يتوقعون رحيل الإخوان بهذه الصورة السريعة، وكانوا يتوقعون استمرارهم لفترة كبيرة، لكن الأحزاب، ومنها التجمع والحركة الوطنية الذي كان يترأسه الفريق أحمد شفيق حينها والمؤتمر، رفضوا التواصل مع الإخوان بأى صورة وكانوا يتوقعون رحيلهم، على عكس البعض الذين كانوا يرون أنهم مستمرون في الحكم لفترة من الزمن، وخاصة أن الإخوان كان في اعتقادهم الحكم لمدة 300 عام، وبعض الأحزاب ظلت على خصومتها معهم حتى 30 يونيو، وإزاحتهم والتخلص منهم.
• ما رأيك في حكومة الدكتور مصطفى مدبولى؟ وهل تتوقع تغيير سياسات حكومة إسماعيل؟
- أنا ضد أي قرار يضيق الخناق على الجماهير، لسنا ضد المشروعات الكبرى التي يقوم بها النظام الحالى، لكن الجماهير قبل 30 يونيو كانت تعانى، فإذا لم تستطع تخفيف المعاناة، فلا يجب زيادتها على المواطنين، وهناك حلول بديلة للزيادة التي تحدث من حين لآخر، وأرى أن قرض صندوق النقد الدولى، كان من الممكن جمعه من كبار رجال الأعمال المصريين، والزيادة في بنزين الأغنياء، الذي من المفترض إلغاء الدعم عليه، قليلة.. سياسات الحكومة الاقتصادية خاطئة، وتحمل الاجيال القادمة أعباء كبيرة، والاجراءات الاقتصادية طغت بالفعل على الطبقة الوسطى، وأرى أنه لا فرق بين حكومة مدبولى وإسماعيل.. نفس السياسات والتغيير في الأشخاص فقط، وفى الأسماء فقط، لكن نفس الرؤية والفكر.. وبعضهم خرج علينا بعد ارتفاع الأسعار ليقارننا بالخارج، برغم أن هناك فرقًا كبيرًا بيننا وبينهم، في فرنسا على سبيل المثال حال زيادة الأسعار 5%، بدون عقد اجتماع للحكومة مباشرة تزيد المرتبات، بنفس نسبة الزيادة في الأسعار، حتى لا يشعر المواطن بالفارق، يقارنون بالخارج، ولا توجد موازنة بين المرتبات والزيادات فالفقير ما زال يعاني.
• بماذا ترد على المتشوقين لعودة عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
- دعوة عبيطة، فالزمن لا يرجع إلى الوراء مرة أخرى، والعالم أيضا لا يرجع إلى الخلف، التمنى حاليا هو ضرورة مراعاة أصحاب الدخل المحدود في أي إجراءات تتخذها الحكومة؛ زيادة مياه.. كهرباء.. أسعار سلع.. غيره من الأمور التي تمس المواطنين بصفة يومية، عندما رفع الرئيس الراحل السادات أسعار بعض السلع حدثت انتفاضة، والبعض سماها حينها بانتفاضة الحرامية، ويقول بعض المسئولين إنها كانت بداية الإصلاح، لابد أن تجد الحكومة بدائل غير رفع الأسعار، والحكومة تريد أن تحمل الشعب حاليا أخطاء كل الحكومات السابقة.
• هل اختفت المعارضة من الساحة السياسية حاليا؟
-المعارضة تنقسم حاليًأ إلى قسمين، فهناك الإخوان، وهدفهم الأساسى هو الإطاحة بالسلطة الموجودة، والعودة للحكم مرة أخرى، ومهاجمة أي أمور طيبة، وهناك قسم ثانى للمعارضة وهم الذين يقدمون المعالجة مثل معارضة حزب التجمع التي تعطى الآراء، وفيها الانتقادات للحكومة، وتستهدف الإصلاح وليس الهدم، والمعارضة مركزة في أحزاب قليلة، وعدد قليل من نواب البرلمان، لكن الأخرى وهى الإخوان يتلقون تمويلًأ من الخارج لهدم الوطن، والوصول للسلطة.
• لماذا تراجع دور المعارضة في الفترة الأخيرة؟
- دور المعارضة ضعيف للغاية.. لم تختفِ تماما من الساحة، لكنها موجودة بضعف شديد، وتحتاج إلى الساحة الإعلامية والاهتمام بها، خاصة أن المنابر الإعلامية ليست متوافرة للمعارضة، والإعلام الموالي للسلطة نادرا ما يهتم برأى المعارضة، وعندما يتواصلون مع المعارضة يحاولون الابتعاد عن السياسة قدر الإمكان، ونرى دائما أن بعض وسائل الإعلام تحاول إبعاد المواطنين عن القضايا الأساسية والهموم الاجتماعية اليومية، وتوجههم لكرة القدم وتبعدهم عن لقمة العيش.
• كيف ترى عهد الرئيس السيسي؟
- أوافق الرئيس في السياسات الخارجية المستقلة، ومشروعاته القومية مفيدة للبلاد، لكن الأمر الوحيد الذي انتقده هو السياسات الاقتصادية التي تؤدى لإغفال مصالح الفقراء، والزيادات المستمرة في الأسعار، وأسمع في الشارع الشكوى من أين نعيش ومن أين نأتى بالأموال لكى نعيش، وأقول للرئيس السيسي: "خلى بالك من الغلابة وخاصة من أيدوك وما زالوا يؤيدونك".
الحوار منقول عن بتصرف النسخة الورقية لـ "فيتو"