رئيس التحرير
عصام كامل

البحث عن لقمة عيش وسط اللدغات السامة.. مشروع لإنتاج الأمصال من العقارب بالوادي الجديد.. صاحب الفكرة: 3 آلاف عقرب ينتجون «1 سم» من السم.. ومجموعة عمل من 30 شابا في كتيبة الصيد

فيتو

صيادون من نوع خاص لقب أطلقه أهالي واحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد على المهندس محمد عبد الوهاب خضر بكالوريوس تربية وعلوم زراعية والمهندس محمد عبده أبو السعود بالبترول، والذين يعملان معا في جمع العقارب السامة من الزراعات والمناطق الصحراوية ضمن مشروع ينفذاه لإنتاج سم العقرب للاستفادة منه في الأغراض الطبية وليكون هو المشروع الأول في مصر.


المحاصيل العطرية
ويقول المهندس محمد عبد الوهاب وهو حاصل على بكالوريوس تربية وعلوم زراعية، الفكرة جاءت من خلال تخصصي في المجال الزراعي واهتمامي بزراعة المحاصيل العطرية والطبية وتربية النحل كما أننى أعمل في تدريس مادة النحل في مدارس التعليم الزراعي بواحة الداخلة وهو ما حفزني كثيرا على التطلع لمشروع أطبق من خلاله ما تعلمته على أرض الواقع حتى يمكن تحقيق أكبر فائدة واستثمار.

وبالفعل جاءتني الفكرة، واكتملت عندما تناقشت فيها مع صديقي محمد عبده وهو شريكي بالمشروع مضيفا أننا أعددنا دراسة جدوى وبدأنا في وضع النقاط الأساسية مثل تحديد المكان الذي يقام به المشروع وكيفية صيد العقارب السامة بالإضافة إلى الأجهزة التي سيتم الكشف بها عن العقارب ليلا وكيفية استخلاص السم منها.

الكتلة السكنية
كما تم تحديد النقاط الأساسية للعمل بعد عرض الفكرة على اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد والذي رحب بها خاصة أنها خارج الصندوق ولأول مرة تنفذ وبعدها حصلنا على قطعة أرض للمشروع بمواصفات خاصة بعيدا عن الكتلة السكنية وبالقرب من الصحراء.

وأشار عبد الوهاب أنه بعد اختيار الموقع المناسب للمشروع كان علينا إن نبدأ، ولكن هناك شاغل آخر وهو كيفية توفير الغذاء اللازم للعقارب السامة لضمان بقائها أطول فترة ممكنة وحلب السم منها طوال العام.

منحل عسل
ومن هنا بدأنا بالتفكير في إقامة منحل عسل ليكون منظومة متكاملة لهذا المشروع، لافتا إن هذا المنحل سيكون مجموعة مشاريع في وقت مشروع واحد حيث سيتم زراعة محاصيل عطرية وطبية مستديمة الخضرة طوال العام يتغذى عليها النحل، مضيفا إن النحل يموت منه اعداد كبيرة بين وقت وآخر وهذه هي طبيعته، ويمكننا من خلال النحل النافق توفير الغذاء لهذه العقارب وهكذا يمكن إن يكون المشروع عبارة عن ثلاثة مشاريع في أن واحد يضم نباتات عطرية وطبية ومنحل ومشروع لإنتاج سم العقرب لافتا أنها منظومة متكاملة يمكن الاستفادة منها في أكثر من شئ في إن واحد وبإمكانيات في متناول اليد بشرط المعرفة والبحث والخبرة.

أضاف عبد الوهاب أننا بعد إن تنفيذ المنحل أخذنا نبحث كثيرا عن كيفية اصطياد العقارب وتوفير مناخ آمن لها واستخلاص السم منها والجهات التي تشتري هذا السم والتواصل مع الأشخاص الذين نفذوا هذا المشروع بدول أخرى.

أدوات المشروع
وأضاف: «تم تجهيز الأدوات الخاصة بالمشروع وتشمل صناديق يعيش فيها العقرب ومساكات وجهاز استخلاص السم وكشافات أشعة فوق البنفسجية والتي يمكن من خلالها رؤية العقارب ورصد حركتها خلال الليل، وبدأنا في تنفيذ المشروع من خلال محورين الأول هو شراء العقارب من صيادين تابعين لنا».

وتابع، تم تكوين مجموعة من 30 شابا كل منهم يعمل بقرية يعمل بصيد العقارب وتجميعها لنا ونقوم بعد ذلك بشرائها منهم وبهذه الطريقة يمكننا التوسع بصورة كبيرة في المشروع وتوفير فرص عمل للشباب.

رحلة الصيد
كما تم التواصل مع المزارعين في المناطق التي تنتشر بها العقارب ويعانون منها بهدف تخليصهم منها وصيدها بأنفسنا، مضيفا إن رحلة الصيد تبدأ بعد منتصف الليل حيث تنشط العقارب وتتحرك من جحورها والأماكن المختبئة بها، مشيرا إلى أننا نتلقى عشرات الاتصالات يوميا من المزارعين والأهالي لتخليصهم من العقارب.

وأضاف عبد الوهاب إن العقارب دائما ما تتمركز بجوار البرك والمستنقعات والمصارف الزراعية والأرض المالحة والمناطق الصحراوية على مشارف القرى الصغيرة لافتا أنه يتم البحث عنها ليلا بواسطة الأشعة الفوق بنفسجية، مشيرا إلى إن عملية الصيد أرزاق فأحيانا نصطاد 200 عقرب دفعة واحدة وأحيانا 100 عقرب وأحيانا عقربين أو ثلاثة، مضيفا إن الــ3 آلاف عقرب ينتجون 1 سم من السم، وهناك أدوات لاستخلاص السم وتسمى عملية الحلب حيث يتم استخراج السم من الطرف المدبب السام بالعقرب ثم يتم الاحتفاظ به وتجميعه في شكل كميات.

وأكد عبد الوهاب إن الموضوع سهل ولكنه يحتاج إلى عنصر المعرفة والبحث والخبرة، خاصة أننا نتعامل مع واحدة من أكثر الكائنات السامة على وجه الأرض فلدغة واحدة منها كفيلة بأن تقتلك بسمها في غضون دقائق إن لم تأخذ المصل المضاد له في الحال، مشيرا إلى أننا بدأنا في تدريب كافة الشباب الذين يعملون معنا على كيفية البحث عن العقارب واصطيادها واتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى نستطيع أن نوفر لهم عنصر الأمن والسلامة.

وقال: نراهن على هذا المشروع أنه سيكون من أكبر المشاريع الناجحة ليس في محافظة الوادى الجديد إنما على مستوى جمهورية مصر العربية، خاصة أننا تلقينا دعما من جانب المواطنين، وترحيب كبير للتعامل معنا منذ أول يوم عمل وبدا منهم يجمع العقارب لنا لانهم معجبون بالفكرة ووجدوا لها مشروع على أرض الواقع وشباب متحمس.
الجريدة الرسمية