رئيس التحرير
عصام كامل

"واشنطن بوست" تحث على ضرورة نزع السلاح الكيماوى من سوريا

إحدى جلسات مجلس الأمن
إحدى جلسات مجلس الأمن - صورة أرشيفية

حثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على ضرورة أن تبدأ الولايات المتحدة التركيز على العمل مع روسيا لنزع السلاح الكيماوي من سوريا،مؤكدة على أن قرار مجلس الأمن الدولي بتفتيش ونزع السلاح من سوريا قد يمهد الطريق أمام مفاوضات أوسع بشأن قرار سياسي لحل الأزمة المتفاقمة.


وأوضحت الصحيفة الأمريكية -في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم -الجمعة- أنه وفي هذه المرحلة من الصراع السوري،لن يخدم تسليح المعارضة في الوقت الراهن المصالح الأمريكية،بل على العكس،فالتصعيد العسكري من شأنه أن يؤدى إلى تصاعد الهجمات الكيماوية من قبل قوات الرئيس بشار الأسد.

وشددت الصحيفة على أن مصلحة واشنطن الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن تكمن في نزع أسلحة الدمار الشامل من سوريا؛مرجحة أنه طالما لايزال الأسد محتفظا بترسانته من الأسلحة الكيماوية،فإنه قد يميل إلى استخدامها؛فضلا عن أنه وفي حال انتصرت المعارضة،فيمكن أن تقع هذه الأسلحة في أيدي المتطرفين، نظرا لدورها المهيمن في الجناح العسكري للمعارضة.

واشادت الصحيفة بمبادرة السلام الأمريكية -الروسية لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا والتي اعتبرتها أولى الخطوات الإيجابية؛مؤكدة على ضرورة أن يتصدر أولويات المؤتمر الاتفاق بشأن قضايا نزع السلاح، التي من شأنها أن تؤدي إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يجيز خطة لنزع السلاح تتضمن تفتيش صارم .

ورأت الصحيفة أن نزع السلاح السوري من خلال إطار الأمم المتحدة سيسهل هدف موسكو لتعزيز مكانتها العالمية دون إضعاف موقف النظام السوري في الحرب الأهلية.

ومن أجل كسب الدعم لنزع السلاح السوري،أكدت الصحيفة ضرورة انضمام واشنطن إلى كافة المبادرات التي من شأنها تشجيع التعاون بين الطائفة العلوية والمجتمع الدولي،مشيرة إلى أن تلك الاستراتيجية يمكن أن تؤتي ثمارها فقط في حال اكدت الولايات المتحدة أن البديل لنزع السلاح لن يكون هذا الوضع الضعيف الراهن للقيادة الأمريكية.

ورجحت الصحيفة أن مبادرة السلام الأمريكية -الروسية يمكن أن تخلق الزخم المطلوب من أجل التوصل إلى تسوية سياسية أوسع. ولكن موسكو لن تبادر حتى في مسألة تحقق منفعة متبادلة للطرفين مثل مسألة نزع السلاح الكيمياوي، ولهذا ستحتاج واشنطن إلى النظر في الخطوات التالية على افتراض أنها لن تحصل على المساعدة الروسية بصورة وشيكة حتى تتغير حقائق المعركة على الارض بشكل حاسم.

وبناء على ذلك،لفتت الصحيفة إلى أنه مع أو بدون المساعدة الروسية،فإن أي خطة واقعية لتحقيق الاستقرار ستتطلب التنسيق بصورة أكبر بين الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين.

فحتى التسوية الهشة ستحتاج إلى الإغاثة الإنسانية لمنع أن يتسبب تدفق اللاجئين في زعزعة الاستقرار في الأردن ودول الجوار؛كما ستحتاج القوى السياسية والعسكرية المعتدلة داخل المعارضة السورية إلى الدعم حتى تتمكن من الحصول على الأسلحة الأمريكية في نهاية المطاف،كما أن المحادثات الإقليمية بشأن التوصل إلى تسوية ينبغي أن توضح الكيفية التي ستتحول بها سوريا إلى دولة فيدرالية يتعايش بداخلها السنة والأكراد والعلويون بمناطق تتمتع بالحكم الذاتي.

وخلصت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -ختاما- إلى أنه برغم أن استراتيجية نزع السلاح السوري تعتمد على وجود شريك،وروسيا لم تثبت حتى الآن أنها الشريك المثالي لذلك، إلا أنها لا تزال تتفوق على البدائل الأخرى.
الجريدة الرسمية