درس د. عادل عبد الفتاح
نبهنا الصديق أسامة الغزالي، في عموده اليومي بجريدة الأهرام، إلى أن العالم المصري الفذ الذي نعاه "بيل جيتس" منذ بضعة أيام هو الدكتور "عادل عبد الفتاح" الذي عرفه أبناء جيلي جيدًا في منتصف الستينيات من القرن الماضي عندما التحقنا بحماس وقتها لمنظمة الشباب، التي كانت تجربة رائدة أمدت البلاد بالكوادر الجيدة في كل المجالات.
وكان الدكتور "عادل" أحد مؤسسي هذه المنظمة، وتولى موقع أمين التنظيم بها؛ ولذلك كان كما وصفه الصديق أسامة، الساعد الأيمن للدكتور حسين كامل بهاء الدين، أمين الشباب وقتها، الذي جمعتنا به -رحمه الله- صداقة، هو والعديد من قيادات المنظمة وقتها، ومن بينهم الدكتور مفيد شهاب، والدكتور عبد الاحد جمال الدين، والأستاذ عبد الغفار شكر، وآخرين، كلهم صاروا نجومًا لامعين في البلاد في شتى المجالات.
كما أن تجربة منظمة الشباب أتاحت لي ولأصدقاء العمر، أحمد يوسف، وعثمان محمد عثمان، وأسامة الغزالي، أن نرتبط بصداقة قوية مع العديد من الشخصيات البارزة مثل مصطفى الفقي، ومخلص قطب، وعلي الدين هلال، ومحمد عبد الشفيع عيسى، وآخرين كثيرين كلهم صاروا نجومًا.
غير أننا كنّا نحتاج لأن ينبهنا الصديق أسامة إلى أن حالة الدكتور "عادل عبد الفتاح" الذي حقق نبوغًا علميًّا واخترع علاجًا للبلهارسيا، وأحد أنواع السرطان، وساهم بذلك في تخفيف آلام الملايين من البشر في العالم كله، هي حالة تكشف بوضوح أن الحس الوطني العالي والاهتمام بالشأن العام، وهموم الوطن، والانخراط في العمل السياسي، لا يتعارض مع تحقيق التقدم والنبوغ في مجالات الحياة المختلفة، سواء الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو الإدارية، أو العلمية... وهكذا، بل لعل ذلك أحد أسباب النبوغ والتقدم في الحياة.
وهنا يصير ضروريًّا ومُلحًّا بالفعل ما تحدث عنه الرئيس السيسي في كلمته بعد أداء القسم بالبرلمان حول بناء الإنسان المصري، الوطنية هي مفتاح التقدم للمواطنين والوعي السياسي مفتاح النبوغ العلمي وغير العلمي.
رحم الله الدكتور عادل وأيضًا الدكتور حسين كامل بهاء الدين، ومنح الصحة والعافية لكل قيادات وكوادر منظمة الشباب، وأيضًا لكل من امتلك حسًّا وطنيًّا مرهقًا مثل الدكتور مجدي يعقوب، والدكتور محمد غنيم، ووعيًا سياسيًّا عاليًا حماهم من الوقوع في أسر الأمريكان والإخوان.