وزير التعليم يشارك في فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني (صور)
أكد الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أن التعلم الإلكتروني وتطبيقاته المختلفة من الأنظمة التعليمية المساندة لمنظومة التعليم في المؤسسات التعليمية، وقد أسهمت بشكل فعال في تكوين بيئة تعليمية تفاعلية محفزة للتعلم والإبداع، وتنمية المهارات والخبرات؛ بما يحقق إنتاج المعرفة، وزيادة التحصيل، وتطوير الإنتاجية في جميع الجوانب، ويضمن مخرجات عالية الجودة؛ للوصول إلى معالم التعليم المستقبلية حسب تطلعات النظام التعليمي الذي يسعى إلى الكفاءة والفاعلية.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها اليوم في المؤتمر الدولى الرابع الذي تعقده الجامعة المصرية للتعلم الإلكترونى حول: "العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في مجتمع المعرفة: استراتيجيات تعليمية وتطبيقات إبداعية" والمنعقد في الفترة من ٢٦-٢٧ يونيو ٢٠١٨ تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمى، بحضور الدكتور سامى نصار مقرر المؤتمر، والدكتور ياسر دكرورى رئيس الجامعة المصرية الأهلية للتعلم الإلكترونى ورئيس المؤتمر، والمهندس علاء فهمى وزير النقل الأسبق ورئيس مجلس أمناء الجامعة، والدكتور حسام عثمان مستشار وزير الاتصالات للتدريب والتعلم، والدكتور محمد الدسوقى أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة حلوان.
وأشار "شوقى" إلى أن العالم يعيش الآن في مجتمع المعرفة، ومن ثم يكتسب تدريس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أهمية كبري، ونشأت إستراتيجية (STEM) لتقوم بهذه المهمة، وحققت انتشارًا واسعًا في كثير من دول العالم لإعداد جيل المستقبل القادر على التجاوب مع متطلبات اقتصاد المعرفة والمتطلبات الرئيسية للحياة في القرن الحادي والعشرين.
وقال شوقى: إن مصر تبنت إستراتيجية (STEM) كإحدى أهم ركائز تطوير نظمها التعليمية في القرن الحادي والعشرين، وفى ضوء توجيهات السيد رئيس الجمهورية بالتوسع في إنشاء مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بجميع محافظات الجمهورية فقد تم التوسع في تنفيذ مدارس المتفوقين؛ توفيرًا لفرص تعليمية متميزة لأبنائنا الطلاب؛ مما يسهم في تشكيل قاعدة علمية معتبرة لمصر، ويبلغ عدد المدارس القائمة بالفعل (11) إحدى عشرة مدرسة بمحافظات: (القاهرة – الجيزة – الإسكندرية – الدقهلية – كفر الشيخ – أسيوط – البحر الأحمر – الأقصر– المنوفية – الإسماعيلية – الغربية)، ومن المخطط أن تبدأ الدراسة في ثلاث مدارس جديدة في محافظات: (الشرقية، والقليوبية، وقنا) اعتبارًا من العام الدراسي 2018/2019، وجار حاليًا إنشاء مدرسة أخرى بمحافظة بنى سويف، وطرح مبنى الإقامة لها، ويبلغ العدد الإجمالي للطلاب (3043) طالبًا وطالبة، موزعة على الصف الأول (1310) والصف الثاني (1048) والصف الثالث (685).
وأوضح، أن هذه المدارس تهدف إلى رعاية المتفوقين في العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والاهتمام بقدراتهم، وتطبيق مناهج وطرق تدريس جديدة تعتمد على المشروعات الاستقصائية والمدخل التكاملى في التدريس، وتحقيق التكامل بين منهج العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا بما يكشف عن مدى الارتباط بين هذه المجالات؛ لإعداد طالب لديه القدرة على التصميم والإبداع والتفكير النقدى، وإكساب الطلاب مهارات التعلم التعاونى، بالإضافة إلى إعداد قاعدة علمية متميزة، ومؤهلة للتعليم الجامعى، والبحث العلمى، وتتطلع الوزارة إلى أن يخرج من بين طلاب تلك المدارس العلماء، والمفكرون، والباحثون؛ لينضموا إلى صفوف الكبار الذين يؤدون خدماتٍ حقيقيةً لمجتمعاتهم، ويحدثون فارقًا في تاريخ أوطانهم.
وتابع، أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تسعى إلى اكتشاف الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم تعليميًّا، وثقافيًّا، واجتماعيًّا؛ حتى يتمكنوا من تطوير مواهبهم، والوصول إلى أعلى مراتب التفوق والإبداع، وانطلاقًا من المسئولية التي تقع على عاتق الوزارة، فإنها تسعى لتطوير التعليم في إطار عدم انفصال البرامج التعليمية عن أهدافها، وعدم انعزال المناهج عن بيئتها، مع استيعاب حقائق العصر، والتواصل مع الآخرين، وربط التعليم بالتكنولوجيا؛ لذا لم يعد متصورًا في هذا الإطار أن يكون لأحد حق الدفاع عن نظم تعليمية قائمة تخلفت عن حقائق العصر، ولم تعد تفى بمصالح المجتمع، بل يكون إنفاذ النظم والقواعد الجديدة لازمًا بقدر ضرورتها.
ولفت إلى أنه في الفترة الماضية حدثت أشياء كثيرة تشجع على التعلم الإلكتروني، أهمها مشروع بنك المعرفة، والذي يجب تعظيم الاستفادة منه في مصر، حيث أتاحته الدولة لكل الشعب المصرى مجانًا، وهو أكبر مشروع من نوعه في العالم، وحصل على جوائز كأكبر مكتبة إلكترونية، موضحًا أن البنك عليه محتوى من (33) ناشر يخدم البحث العلمى والتعليم العالى في جميع العلوم، ومحمل عليه دوريات علمية مجانية، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الكتب، وبحلول سبتمبر المقبل يكون تم ضخ محتوى قيم جدًا لمناهج الولايات المتحدة الأمريكية من الصف الأول الابتدائى للثانوي العام في العلوم والرياضيات متوفرة باللغة العربية، وغيرها من المواد التعليمية.
وأكد على أن القيادة السياسية مؤمنة بتطوير التعليم حيث كلف السيد رئيس الجمهورية بتوفير شبكات فايبر و(DSL) وشبكات داخلية بـالفصول الخاصة بالصف الأول الثانوى بـ (2530) مدرسة على مستوى الجمهورية، وكذلك مراكز الشباب وقصور الثقافة.
وفى نهاية كلمته تقدم شوقى بخالص الشكر للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر المتميز، وتمنى لكل المشاركين فيه، التوفيق والسداد، وعقد حلقات نقاشية ثرية وناجحة حول محاوره، والخروج بتوصيات تنبثق عنها برامج عمل حقيقية قابلة للتنفيذ.
وفى سياق متصل استعرض الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام ورقة عمل حول مدارس (STEM) ومهارات القرن الحادي والعشرين التي تتضمن التفكير النقدي والتفكير المنظومي، ومهارات المعرفة الخاصة بالمعلومات والوسائط، ومهارات التعامل والتعاون مع الآخرين، وتحديد المشكلات وصياغتها وحلها، والتوجيه الذاتي، بالإضافة إلى المسئولية الاجتماعية.
وتطرق حجازى إلى التحولات اللازمة للتطوير وتشتمل على التحول من الحفظ والتكرار إلى الإبداع والابتكار، والتحول من القفز على النتائج إلى معاناة الحصول على المعلومة، والتحول من التمركز حول المعلم إلى المتعلم، ومن ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الإنتاج، ومن المناهج المنفصلة إلى المناهج البينية والمتكاملة، ومن ثقافة التسليم إلى ثقافة التقويم، والتحول من الاعتماد على الأخر إلى الاعتماد على الذات.
وأضاف حجازى أنه لتحقيق الأهداف العامة لهذه المدارس تم إعداد مناهج دراسية متخصصة ترتبط بشكل مباشر بالتحديات الكبرى التي تواجه المجتمع المصري مثل: (التكدس السكاني – التلوث – مصادر الطاقة البديلة – استصلاح الصحراء – زيادة القاعدة الصناعية في مصر وغيرها)، وبهدف تنمية الولاء والانتماء للوطن فقد تم أيضًا وضع معايير للمناهج الإنسانية، ويعتمد نظام الدراسة على أساليب البحث والتقصي والعمل في مجموعات سواء في مناهج العلوم الإنسانية أو مناهج العلوم الطبيعية، وتحتوى المدرسة على (12) معمل غير تقليدي لخدمة مشاريع الطلاب، وتعتمد الدراسة على النظام التكاملي بين المواد كما أنها تعتمد على البحث والمناظرات وعمل المشروعات، وتوفر المدرسة إقامة وإعاشة كاملة للطلاب.
ومن الجدير بالذكر أن المؤتمر يسعى إلى تحقيق عدة أهداف منها: تدارس الخبرات والتجارب والنماذج العالمية والعربية في مجال تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومدارس (STEM)، وتدارس آليات واستراتيجيات ومتطلبات نشر وتعميم نموذج مدارس(STEM) وإدراته في مصر والوطن العربى، والوقوف على أحدث وأهم استراتيجيات التعليم والتعلم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتطبيقاتها الإبداعية في الصفوف الدراسية، بالإضافة إلى تدارس مداخل وأساليب إعداد برامج إعداد معلمى مدارس (STEM).