رئيس التحرير
عصام كامل

اخدعونا مجددا!


أمر مفهوم ومبرر أن يفرح الإخوان في كل مكان، خاصة الذين لاذوا بتركيا، بفوز أردوغان في الانتخابات الأخيرة.. لكن غير مفهوم ولا مبرر أبدا أن يشيد عدد من المهتمين بالشأن العام بهذه الانتخابات التي سبقها أكبر حملة اعتقالات طالت كل من رفع صوته بمعارضة أردوغان ونظامه، وأكبر عملية تسريح لضباط الجيش التركى، فضلا عن أكبر حملة تقييد إعلامي شهدتها تركيا في العصر الحديث..


والأشد غرابة أن هؤلاء الذين لا ينتمون للإخوان لا يخفون أمنيتهم في أن نظفر بتجربة انتخابات مماثلة في بلادنا، رغم طعون المعارضة التركية بتزوير انتخاباتهم!

إن المعنى الوحيد والخطير لذلك هو أنه ما زال بيننا من هم قابلون ومستعدون لأن يخدعهم الإخوان مجددا، مثلما سبق أن خدعوهم من قبل، خاصة في سنوات ٢٠١١ وما بعدها، وهو الخداع الذي مكن الإخوان من السيطرة على البرلمان والتحكم في صياغة الدستور على هواهم، ثم الوصول إلى قمة الحكم في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٢.. وكأننا لم يكفنا كل هذا الخداع وبالتالى نقبل بمزيد منه!

وما يعزز هذا الاستنتاج المقلق مواقف هؤلاء أيضا الذين يشيدون بانتخابات تركيا، ويدافعون عن قيادات الإخوان الذين يحاكمون الآن على جرائم عنف ارتكبوها ضدنا، والمطالبة بالإفراج عنهم وإطلاق سراحهم.. إذن هي حالة استعداد للوقوع في شرك خداع الإخوان مجددا، طالما لا نعتبر تلك الجماعة هي مصدر كل البلاء والإرهاب الذي ابتلينا به في العصر الحديث..

الإخوان ليسوا فصيلا وطنيا، وإنما هم جماعة تكفيرية متطرفة لا تحض فقط على العنف والإرهاب، وإنما مارسته دوما ضدنا، وهى لا تضمر إلا كل شر لنا.. ومن لا يدرك ذلك، خاصة من هؤلاء النشطاء السياسيين، يعادى وطنه مثلما عادى الإخوان بلدهم من قبل، والتاريخ لا يرحم الأغبياء والمخدوعين.
الجريدة الرسمية