رئيس التحرير
عصام كامل

سلطة مطلقة بالداخل وتوغل بالخارج.. أبرز سيناريوهات أردوغان بعد الفوز

أردوغان
أردوغان

بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، في الانتخابات الرئاسية التي جرت بالبلاد سادت حالة من القلق بين الأتراك حول مستقبل البلاد واستمرار النهج "الأردوغاني" بالخارج.


صحف أمريكية قالت إن أردوغان سعى للفوز في الانتخابات بأي طريقة؛ لأنه خشي مصير رئيس الوزراء الماليزي، نجيب رزاق، الذي اتهم بالفساد بعد الانتخابات الماليزية الأخيرة.

نظام الحكم
وبفوز أردوغان تتحول تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، مع انتقال حصة كبيرة من الصلاحيات إلى الرئيس، بالإضافة إلى إلغاء مجلس الوزراء الحالي وتعيين مستشارين ونواب لإدارة البلاد، وفي حال بقي البرلمان تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم سيتحول دمية في يد أردوغان.

الاقتصاد
كما أن تركيا تعاني من انخفاض الليرة، ومعدلات التضخم المرتفعة بنسبة 12%، خاصةً أن أردوغان الذي وُجد في السلطة منذ عام 2003 لم يستطع حل تلك المشكلات.

ويرى خبراء اقتصاديون أن فوز أردوغان سيضر باقتصاد البلاد، خاصةً في ظل خوف رجال الأعمال من ضخ استثمارات بالبلاد، خوفًا من اعتقالهم، إثر الحملة التي شنها أردوغان منذ الانقلاب الفاشل.

وقال نيل جو بالاكريشنان، خبير اقتصادي، إن الاقتصاد التركي في خطر ما لم يعالج التضخم المرتفع في البلاد، مضيفًا أن تركيا من المحتمل أن تواجه العديد من التحديات، حيث إنها تعاني من عجز مالي كبير، لكن "لا تملك مدخرات لتمويلها".

حملات القمع
فوز أردوغان الذي يرى في نفسه الإمبراطور العثماني الذي سيوحد المسلمين من جديد، أرعب المعارضة، التي تنبأت بزيادة حملات القمع، ضدهم، وحذر منافسه في الانتخابات محرم إنجه، من أن نظام الحكم بتركيا سيكون خطير جدًّا، وسيقوم على الحكم الفردي والصلاحيات المطلقة.

العراق
في الخارج سيسعى أردوغان لتمديد إمبراطوريته، ففي العراق سيستمر في محاربة الأكراد الذين يراهم أعداءه، للسيطرة على الحدود بين تركيا والعراق، كما سيتخذ من المياه ورقة للضغط على الدولة التي لم تلبث أن تتنفس الصعداء من "داعش" والحرب الأمريكية.

وقال مصدر دبلوماسي عراقي: "إن تركيا ستسعى لاستخدام ورقة المياه للضغط على الحكومة العراقية لتحقيق أجنداتها الخاصة في العراق، محذرًا من لجوء أنقرة من اللجوء إلى سياسة النفط مقابل المياه للشعب العراقي وهو ما يهدد العلاقات الثنائية بين البلدين".

سوريا
شبكة "سي إن إن" الأمريكية حذرت أمس" من استمرار السياسة التركية والتوغل في سوريا بعد فوز أردوغان، الذي أكد في خطاب النصر أمس، أن أنقرة ستواصل "تحرير الأراضي السورية" حتى يتسنى للاجئين العودة لسوريا بأمان.

السودان
أيضًا ستعزز تركيا وجودها بالسودان، خاصة في جزيرة سواكن الموجودة على البحر الأحمر، ورحب الرئيس السوداني حسن البشير أمس بفوز أردوغان وأعرب عن أمله بأن تشهد المرحلة القادمة تنفيذ اتفاق التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مؤكدًا عزمه المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين.

ونشر الكاتب البريطاني سيمون تيسدال مقالاً بصحيفة "جارديان" البريطانية أكد فيه أن أردوغان أصبح خطرًا على تركيا والعالم، مشددًا على ضرورة الإطاحة به في أقرب وقت، معللاً ذلك بأن تركيا لم تعد صديقة لأوروبا والولايات المتحدة، وأوضح أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي سوف تزداد سوءًا بعد إعادة انتخاب أردوغان.
الجريدة الرسمية