مؤتمر «السكتة الدماغية» يوصي بتطبيق نظام GPS
أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي الثالث للسكتة الدماغية وقسطرة المخ، الذي عُقد برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، وبحضور الدكتور أحمد سليم، عميد كلية طب الأزهر بالقاهرة، والدكتور مجدي الدهشان، وكيل الكلية، ونظمته منظمة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للسكتة الدماغية، بالتعاون مع الجمعية المصرية للسكتة الدماغية برئاسة الدكتور فتحي عفيفي، رئيس قسم المخ والأعصاب بطب الأزهر سابقًا، والجمعية المصرية لجراحي المخ والأعصاب وبمشاركة الجمعية المصرية للأشعة التشخيصية لأمراض المخ والأعصاب، بضرورة العمل على نشر الوعي بمسببات السكتة ونزيف المخ للتقليل من نسب حدوثها.
وأعلن الدكتور أسامة ياسين منصور، رئيس المنظمة الشرق أوسطية وشمال أفريقيا، أن توصيات المؤتمر تضمنت أهمية نشر الوعي بمسببات السكتة ونزيف المخ للإقلال من نسب حدوثها في مصر التي وصلت إلى معدلات مخيفة، حيث إن هناك نحو ٣٠٠,٠٠٠ حالة سكتة مخية جديدة سنويًّا، كذلك توعية المواطنين إعلاميًّا عن أسباب الخطر وعواملها التي تؤدي إلى حدوث جلطات المخ مع توعيتهم بالأعراض المنذرة للجلطة والنصح بالتوجه لأقرب مستشفى، مع عمل خط ساخن على مدار اليوم لتوجيه المواطنين إلى أقرب مستشفى.
وأعلن المشاركون في المؤتمر عن تبني مبادرة "أصحاء - مصر بدون سكتة دماغية" التي تهدف للتقليل من نسب حدوث السكتات الدماغية في مصر، وذلك عن طريق برنامج وخطة من أساتذة طب وجراحة المخ والأعصاب في كليات الطب في مصر ومنها كلية طب الأزهر والإسكندرية والقصر العيني وعين شمس، برعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ورئيس جامعة الأزهر التي تهدف إلى خفض معدلات حدوث سكتات ونزيف المخ إلى أقل من ربع ما هي عليه الآن في ٢٠٢٠.
وأوضح الدكتور خالد صبح، أستاذ طب المخ والأعصاب بطب الأزهر ورئيس المؤتمر، أن المشاركين في المؤتمر طالبوا بتبني مشروع الشبكة المصرية لعلاج السكتات الدماغية -المشروع التنظيمي لعلاج الطوارئ للسكتات الدماغية ونزيف المخ باستخدام تكنولوجيا تحديد المواقع جغرافيًّا (GPS) وتوصي المنظمة باستخدام نموذج الإسكندرية في استخدام هذا التطبيق السهل الاستخدام الذي تم تطويره محليًّا وذلك لتنظيم وتسهيل وصول وتوصيل مريض السكتة الدماغية في أقل وقت ممكن إلى أقرب مستشفى أو مركز مستعد لتقديم الخدمة المناسبة لحالته، هذا في إطار مشروع الشبكة المصرية لعلاج السكتات الدماغية الذي يتم تطبيقه تحت رعاية كلية الطب جامعة الإسكندرية وأعلنت نتائجه الأولية في المؤتمر.
كما أكدت التوصيات أهمية حث المستشفيات والمراكز الطبية على الحصول على شهادة تقييم في الأداء والقدرة على العلاج والتعامل مع هذه النوعية من المرضى على أن يكون هذا التقييم معتمدًا على مقاييس محددة لأداء الخدمة وذلك عن طريق إرسال بعض المعلمات (Parameters) التي يمكن من خلالها الحكم على أداء المراكز وتقسيمها من حيث قدرتها على أداء الخدمة الطبية في مصر.
وطالب المشاركون أيضًا بضرورة إنشاء قاعدة بيانات وطنية لتسجيل مرضى السكتة الدماغية ونزيف المخ وذلك لاستخدامها لاختيار المراكز الأكثر تقديمًا لعلاج المرضى وأدقهم أداءً لمنظومة العلاج، ويمكن بناءً عليه اختيار المراكز والمستشفيات التي يمكن أن تحصل على دعم أكثر من القائمين على الرعاية الصحية في مصر (نفقة الدولة والتأمين الصحي) وبذلك تكون شبكة وقاعدة بيانات للمستشفيات الجاهزة لذلك وفي هذا الصدد يتقدم فريق البحث في جامعة الإسكندرية بتسهيل وتوفير الإمكانيات اللازمة للاستفادة منها.
كما أوصى المشاركون بإضافة كود في قرارات العلاج على نفقة الدولة لاستئصال الجلطة ميكانيكيًّا باستخدام القسطرة العلاجية المخية بعدما أثبتته الأبحاث العلمية من فائدة قصوى وفارق كبير في المردود في حالات المرضى الذين يتلقون هذا العلاج، وتحديد المستشفيات التي من المصرح لها إجراء هذا العلاج على نفقة الدولة باستخدام المنظومة السابق ذكرها في البندين السابقين وذلك للحد من الآثار الجانبية لحدوث السكتة الدماغية بين المصريين وفي نفس الوقت الحفاظ على مقدرات الدولة والتأكد من وصول العلاج لمستحقيه في المستشفيات المختارة لأداء الخدمة الطبية على أكمل وجه.
كما أوصى المشاركون بتكثيف عقد الدورات التدريبية لشباب الأطباء في هذا المجال وحث الوزارة على تبني كل المؤتمرات التي تحتوي على مثل هذه البرامج التدريبية المهمة التي تحفز همم شباب الأطباء في مصر لتحدي الصعاب للنهوض بمصرنا الحبيبة في جميع المجالات.
وطالب المشاركون - في ختام التوصيات - بإقامة مؤتمر دولي تحت رعاية جمهورية مصر العربية لوزراء الصحة والسكان في المنطقة، وذلك لدراسة الطرق المختلفة لتحسين الرعاية الصحية لقائمة أول ٥ أسباب تهدد الصحة في منطقة الشرق أوسط وشمال أفريقيا على يكون أول مؤتمر إقليمي في العالم في هذا الصدد وتخرج منه ورقة عمل تكون مصر صاحبة الريادة في قيادة هذا العمل العظيم بما يتناسب مع قيمة مصر في هذا المجال.