لا تقتلوا «فيفي عبده»
تستحقُّ الراقصة الراقصة الستينية "فيفى عبده" لقب "الأسطورة"، فربما تكونُ أوْلى به من "محمد رمضان"، "فيفى عبده" راقصة كلِّ العصور، لا تُفقدُها السنون حيويتها ولا ليونتها ولا "صوتَها العالى"، وتمتلكُ نفوذًا لا يملكه رؤساءُ الأحزاب، ورؤساء الجامعاتُ، والشخصياتُ العامة، ولو اجتمعوا على قلب رجلٍ واحدٍ.
تُفتَحُ لها جميعُ الأبواب التي توصدُ في وجوه غيرها من: أهل العلم والرأى والفكر.. تستطيعُ "فيفى عبده" أن تقدمَ برنامجًا على أية قناة فضائية، أو تحلَّ ضيفة على أىٍّ من برامجها، وتحصلَ على المقابل الذي تريده، في الوقت الذي يتمُّ فيه منعُ غيرها من الظهور "إذاعيًا وتليفزيونيًا وتليفونيًا"، بلْ قد يتمُّ تجويعُه وتشريدُه وتجريسُه. تتفاخرُ "فيفى عبده" بأموالها مع كلِّ إطلالة لها، في الوقت الذي لا يجدُ فيه أكاديميون مُتقاعدون "في مثل سنها" ما يُقيمون به أصلابَهم.
"فيفى عبده" مُؤمنة بذاتها إيمانًا غير منقوص، ترى أنها صاحبة رسالةٍ وقضيةٍ ورأى، تعتقدُ أن الرقصَ كالماء والهواء، وتعتبرُ نفسَها خطًا أحمر وفوق كلِّ نقد. "فيفى عبده" تصفُ نفسها بأنها "سيدةُ دولة"، بل تسخرُ ممن يئنُّ ويتألمُ ويعترضُ على الظروف المعيشية الصعبة.
ذهبتْ "فيفى عبده" إلى روسيا ضمن وفدٍ إعلامىٍّ/ فنىٍّ/ راقصٍ، لتشجيع المنتخب الأول لكرة القدم، ظنًا ممن كلفوها بأنهم يدفعون اللاعبين بذلك نحوَ"العبور العظيم" إلى الأدوار التالية في المونديال، فخيَّبَ اللهُ ظنونهم، الراقصاتُ لا يصنعنَ المُعجزات. والمنتخباتُ الثمانية التي فازتْ حصريًا بكأس العالم، منذ انطلاقِها في العام 1932 لم تلجأ يوما إلى "الغوازى والعوالم ".
ولكن.. ورغمَ كلِّ ذلك، لا تقتلوا "فيفى عبده"، ولا تجلدوها بألسنتكم التي لا ترحمُ، فهى لم تُخطئ في شيء، من المؤكد أنَّ الراقصة "الكبيرة" لم تطلبْ السفر، ولكنها تلقتْ الدعوة والتكليفَ والأمرَ المباشرَ، باعتبارِها منْ "الرموز المصرية"، وأنَّ وجودَها في روسيا، سوف يكونُ حافزًا للاعبين لتحقيق المستحيل. وإذا ضاقتْ "فيفى عبده" ذرعًا بالانتقاداتِ، وامتنعتْ عن السفر في بطولاتٍ كرويةٍ مُقبلةٍ، فإن "دينا" و"لوسى" لن يتأخرا، حتمًا، عن أية مُهمَّة وطنيةٍ.. واللهُ الموفِّقُ.