رئيس التحرير
عصام كامل

3 يوليو من قلب الإخوان.. ذكريات مراسل ميداني في «رابعة» و«النهضة»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

5 سنوات مرت على عزل محمد مرسي، وإنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمصر، عقب إعلان عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في بيان الجيش أن القوات المسلحة استدعت دورها الوطنى استجابة لنداء جماهير الشعب، بعد احتشاد المصريين في 30 يونيو، فكانت الكواليس عديدة على الفضائيات عقب إعلان البيان لرصد اللحظات التاريخية، واليوم الذي من الصعب تكرره مرة أخرى.


الوضع على الشاشة يبدو بسيطا للمشاهد، لكنه شاق وأكثر خطورة أمام المراسلين الميدانين للفضائيات، الذين تواجدوا داخل ميدان «رابعة» و«النهضة»، لرصد ردود أفعال «الإخوان» على بيان العزل، وتوثيق التاريخ بطرق عديدة.

محمد حكيم، المراسل الميداني السابق لفضائية «الحياة»، أبرز هؤلاء المراسلين، الذي كان دوره بارزا في نقل الصورة بشكل كامل لبرنامجه.

يسترجع «حكيم» بمزيد من الحنين ذكريات يوم العزل قائلا: «كنت مكلفا من القناة بتغطية اعتصامى رابعة والنهضة فكنت أحاول التواجد بشكل دائم بين المعتصمين والتخفي لعدم الظهور بوجهي المعروف لأن القائمين على الاعتصام لم يسمحوا بالدخول سوى للبرامج الممثلة لهم والمعبرة عن صوتهم، فتغير وجهي كان مطلوبا بمخالفة قواعد الظهور على الشاشة من خلال عدم حلاقة ذقني وتغير بسيط في ملابسي لتيسير عملية الدخول».

الساعة تشير إلى الرابعة عصر يوم 3 يوليو 2013، الجميع يقف على قدم واحدة، في انتظار سماع بيان القوات المسلحة، ومعرفة ما يحمله من مفاجآت، لكن الوضع خارج أسوار «النهضة» يدل على حالة من القلق والخوف المسيطرة على المؤيدين لـ«المعزول»، فالخطة اليومية لـ«حكيم» اختلفت تمامًا في هذا اليوم :«الدخول للاعتصام أمر في غاية الصعوبة في الأيام العادية، وكانت أصعب بكثير في يوم إعلان البيان لكن بحكم تواجدي باستمرار كنت أعلم الوقت الأسهل في إجراءات الدخول وهو الرابعة عصرًا، أثناء تغير شيفتات المسئولين عن تأمين البوابات، وبالفعل نجحت في الدخول مع الأعداد الغفيرة التي دفعت بها جماعة الإخوان في ذلك اليوم بالتحديد من خلال الأتوبيسات التي تأتي بهم قبل 5 ساعات من إعلان البيان».

المشهد أمام «منصة النهضة»، مختلف وخادع للمعتصمين، بإعلان المسكنات أن «الجماعة» مسيطرة على الوضع، وأن مرسي باقى ومستمر ولا فائدة من البيانات، فكانت حالة الهدوء السائدة أصابت «حكيم» بتساؤلات عديدة كان أبرزها «من أين جاؤوا بهذه الثقة».

«التليفون»، كان الوسيلة الوحيدة لـ«حكيم» في التواصل مع برنامجه ونقل تفاصيل الأحداث من داخل الاعتصام، ومشاعر المعتصمين، لعدم دخول الكاميرات، فالمهمة تزداد صعوبة أثناء الحديث للبرنامج خوفًا من استماع أحد له: «كنت حريصا على التواجد بالقرب من البوابات لمحاولة الهروب عند حدوث شيء حرصا على سلامتي الشخصية، وكنت أول من نقل شكل التأمين الممنهج في ذلك اليوم».

لحظة إذاعة «بيان العزل»، كانت اللحظة الحاسمة لإنهاء حكم «الإخوان»، الذي انقلب فيها الميدان رأسًا على عقب، لتبدأ المعركة بتكسير أعمدة الإنارة، والتعبير عن غضبهم بشكل واضح، فلم يتوقع المتواجدون أن يأتي الخطاب بهذه الصورة، ولم يتوقع «حكيم» أيضًا مفاجأة البيان المفرح قائلًا: «بشكل شخصي لم أتوقع أن يحمل خطاب المشير عبدالفتاح السيسي قرار عزل مرسي، لأنني أصبت بعدوى التأثير لتعرضي بشكل مستمر لسماع خطاباتهم الخادعة من المنصة أثناء تغطية الأحداث لطمأنة المعتصمين وتخديرهم».

ثلاث ساعات متواصلة قضاها «حكيم» في نقل الصورة، منذ بداية برنامجه الذي ظهر في العاشرة مساءً، وحتى نهايته في الواحدة صباح اليوم الثاني، فعند إصدار البيان تواصل بشكل مباشر مع برنامجه للحديث عن الحالة داخل الاعتصام، ونقل شعور المتواجدين وصدمتهم من قرار «العزل».

مشهد الضرب المبرح وتعذيب أحد الأشخاص المعترضين على تواجدهم، أثناء الاشتباكات بمنطقة الجامعة لم يفارق مخيلة حكيم حتى اليوم: «منظر تجريد شخص من ملابسه وضربه بشكل مبرح أثناء الاشتباكات كان المشهد الأصعب منذ تغطية الأحداث، وكنت متخوفا أن يحدث معي نفس المنظر إذا اكتشف أحد أنني من فضائية مضادة لهم كما يعتبروننا، لأن الاشتباكات كانت تزداد بصورة قوية عقب البيان».
الجريدة الرسمية