رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تتغلب الجماعات الإرهابية على حصارها الاقتصادي؟.. دس ملايين الدولارات في بنوك الغرب بأسماء وهمية.. صناديق المساجد والمؤسسات الخيرية.. واستغلال الصراعات السياسية في تلقي تمويل «إقليمي ودولي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كلما ازدادت محاصرة الجماعات الإرهابية، وضرب أذرعتها المادية، تفنتت أكثر في ابتكار حيّل جديدة، لمواجهة هذا الحصار، الذي نجح مؤخرا في ضرب أحد أهم مراكز قوتها؛ بحانب ذلك يستعين الإرهاب وأهله حاليا بالعديد من التجارب السابقة للإسلاميين، التي خاضوها في أوقات كانت تشتد فيها محاولات خنقهم سياسيا واقتصاديا، بداية من ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن.


اللعب على النزعة المادية لـ«الغرب»
تعلم التيارات الدينية جيدا، الحاجة الجينية الدائمة لدى الغرب تجاه تحقيق المكاسب، لذا لا تخاف من دس مليارات الدولارات عبر شركات وأشخاص وهميين في بنوك الغرب، وخصوصا الدول التي توفر تسهيلات كبرى مثل سويسرا، وتستند دائما في ذلك على امتناع المدعي العام السويسري الأسبق كارلا ديل بونتي عن إجراء تحقيقات شافية حول الأصول الحقيقية لبنك التقوى، التابع ليوسف ندا، مفوض العلاقات الدولية السابق للإخوان.

كان بنك التقوى متهما رسميًا في تسعينيات القرن الماضي، بتمويل عملية قتل السياح في حادث الأقصر الشهير عام 1997، وخاف معظم مسئولي الدولة المعنيين بالاقتصاد، من تدمير المكانة المصرفية لسويسرا حال تنفيذ مثل تلك الطلبات منهم، فضلا عن المساهمة في إخراج مليارات الدولارت من البلاد، بما يشكل أزمة لايمكن تصورها، إذا ما تعاملت سويسرا إزاء كل حادت إرهابي بهذه الطريقة مع عملائها.

التمويل الظاهر والخفي
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن أغلب الجماعات الدينية، لها طريقة ثابتة، كانت ولا تزال تستخدمها في تلقى التمويل وادخاره، بداية من البنوك، مرورا بشركات لأفراد ليس عليهم أي شبهات، حتى لو مرروا بعض الثروة لرءوس التنظيم حتى يتلقى الضربات ويستحوذ على انتباه المؤسسات السيادية التي تتابع الجماعة.

ويضيف: كان خيرت الشاطر في جماعة الإخوان الإرهلية مثالا حيا على ذلك، إلا أن التمويل الحقيقي، ومعظم أموال التنظيم كان تخرن وتدخر في منظمات غير حكومية، مثل الجهات التي تتلقى التبرعات في المساجد والزوايا والعيادات الطبية، ومؤسسات حقوق الإنسان، وجميع هذه المنافذ كان يستخدمها الإخوان وخصوصا بعد عام 2011.

الدعم الإقليمي
يؤكد «ربيع» أن الجماعات الدينية، تستفيد حاليا بشكل كلي من حالة الصراع والاستقطاب السياسي وخصوصا في بلدان الشرق الأوسط؛ فلم يكن استخدام الإسلاميين في تصفية الحسابات السياسية مقصورا على الإخوان، بل التقارير الدولية نفسها كشفت عملية دعم تنظيم دموي متطرف كداعش، الذي كانت تفتح له أسواق سوداء لبيع النفط وتمرر إليه معدات عسكرية على أعلى مستوى من التطور.

ويتابع الباحث في شئون الجماعات الإسلامية: داعش ينتقل الآن، بعد قطع أذرعه في المنطقة بواسطة التحالف العربي الذي تشكل لعمل مواجهة حقيقة للإرهاب، إلى مناطق الصراع بين القوى الدولية المتناحرة؛ وبعد سوريا والعراق، ظهرت لبنات للتنظيم في موريتانيا وتوغل داخل القارة السمراء، بما يؤكد أن التنظيم مدعوم ماليا، لتكرار تجربة طالبان في أفغانستان، التي قضت على الاتحاد السوفيتي، وكانت سببا في انهيار الشيوعية بأكملها وصعود الرأسمالية واعتماد مبدأ القطب الأوحد في العالم.
الجريدة الرسمية