رئيس التحرير
عصام كامل

فتح الله جولن.. الغائب الحاضر في انتخابات الأتراك

فتح الله جولن
فتح الله جولن

تنتخب تركيا الرئيس والبرلمان، بداية من صباح اليوم الأحد، في تصويت يحدد المصير السياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي دعا لانتخابات مبكرة عن موعدها المقرر في 2019، على أمل تفادي مزيد من التدهور في شعبيته، وسط حملة معارضة قوية.


ويتنافس في الانتخابات 6 مرشحين لمقعد الرئاسة، وإن تمكن أحدهم من الفوز بنسبة تتخطى الـ50% من الأصوات، فسيصل إلى كرسي الرئاسة، أما إن لم يحقق أحد ذلك، ستكون هناك جولة إعادة في 8 يوليو القادم.

غائب حاضر
على الرغم من عدم تواجد رجل الأعمال والدين التركي فتح الله جولن داخل تركيا في الوقت الحالي إلا أنه يلعب دور الحاضر الغائب في الانتخابات حيث تنتشر أفكار جماعته داخل المجتمع التركي ويتأثر بها كثيرون مما يدفعهم لتجنب التصويت للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

حسابات مزيفة
رغم أن تأثير حركة جولن في تركيا لم يعد كما في السابق إلا أن جماعة حركة جولن تتجول داخل الأحزاب والجماعات السياسية من أجل توجيهها، وذلك عن طريق إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تتقمص بعضها شخصية معرض أتاتورك وأخرى لمعارض تركي لحكومة أردوغان، بهدف توعية المواطنين الأتراك من أردوغان وتولي سلطة البلاد لفترة قادمة.

أتباع جولن
اعتقلت السلطات التركية أمس السبت، 47 شخصا يشتبه بانتمائهم لجماعة رجل الدين المعارض فتح الله جولن الذي تتهمه أنقرة بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة انقلابية عام 2016.

كما ذكرت وسائل إعلام تركية أن العملية التي بدأت يوم الثلاثاء الماضي واستهدفت 124 شخصًا على صلة بضباط كبار بالجيش متهمين بأنهم من أتباع رجل الدين التركي فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة.

فضيحة تنهي الصداقة
ويذكر أن فتح الله جولن باحث ومفكر وكاتب وشاعر وناشط تعليمى وداعية للسلام وواعظ تركى مسلم، ولد في مدينة "أرضروم" في تركيا عام 1941، عرف بصداقته القوية لأردوغان، لكنه تحول من صديق إلى معارض قوي لحزبه، منذ بدأ أردوغان يستشعر الخطر من حركة جولن التي اتهمها بأنها تسعى لتأسيس كيان مواز للدولة التركية داخل البلاد.

ظهرت الخلافات علنا بين جولن وأردوغان منذ أواخر 2013، بعد أن كشف قضاة من أنصار جولن فضيحة فساد داخل أجهزة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، والتي طالت عدد من المقربين من أردوغان ومنهم نجلة بلال.

واتهم معارضو جولن بأنه طالب باختراق المجتمع التركي ومؤسساته، ويشيرون إلى شريط فيديو طلب فيه ذلك من أنصاره عام 1999، قبل انتقاله للعيش في أمريكا حيث يقيم في منطقة جبال "بوكونو" في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.

بدأ جولن في التحول إلى معارض شرس للحزب الحاكم "العدالة والتنمية" بعد أن رأى الحزب بدأ في التخلي عن مبادئه ويتحول إلى إقامة دولة "أردوغانية"، موضحًا تطور علاقته بالحزب الحاكم في مقولته الشهيرة "إن حزب العدالة والتنمية التركي وعد بدفع المسيرة الديمقراطية إلى الأمام، وبناء دولة القانون حين أتى أول مرة إلى الحكم، إلا أنه بعد الانتخابات البرلمانية سنة 2011، لكنه غير مجرى سيره نحو إقامة دولة الرجل الواحد فابتعد عن ذاته، وهذا ما أدى إلى تحول الصداقة إلى عداء في النهاية.
الجريدة الرسمية