رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر التسريبات حول صفقة القرن.. نتنياهو يرسم ملامح الصفقة.. مشروع قضبان السلام ورقة صهيونية للتلاعب بالعرب.. وسعي لتحويل تل أبيب لجسر بري يربط الشرق بالغرب

فيتو

لا يزال الحديث عن صفقة القرن مستمرًا، وبين تصريحات تشمل تأكيدات وأخرى تنفي، تشق التسريبات طريقها عبر القنوات ووسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك رغم أن واشنطن لم تعلن رسميًا حتى الآن عن تفاصيل الصفقة التي ستطرحها، رغم اختتام مبعوثي الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات لجولتهما في المنطقة بزيارة الأراضي المحتلة ولقاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.


ملامح الصفقة
أبرز التسريبات هي أن نتنياهو هو من رسم ملامح صفقة القرن، وأكد تقرير إسرائيلي أن صفقة القرن تحمل بصمات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو نتيجة تقاربها مع أفكاره.

وحسب تقرير صحيفة «هاآرتس» العبرية إنها ستتضمن المبادئ التالية: القدس الموحدة عاصمة دولة الاحتلال، مثلما تعهد نتنياهو في انتخابات 2015، مضيفة أن غور الأردن يبقى تحت سيطرة الاحتلال كما أعلن نتنياهو في أكتوبر 2017.

وأكملت أن عدد الكتل الاستيطانية الإسرائيلية سيزداد، مثلما وعد نتنياهو وزراءه في يونيو 2011، وفي الملف الأمني تم تبني موقف نتنياهو، الذي عرض في خطابه في مؤتمر سابان في ديسمبر 2015 من أن الحل الوحيد للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني هو إقامة دولة فلسطينية مجردة».

مشروع قضبان السلام
كما كشفت دانة فايس، المحللة السياسية للقناة الإسرائيلية 12، عن مشروع مواصلات جديد عبارة عن خط سكة حديدية صادق عليه رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، بموجبه يصل بين أوروبا والسعودية من خلال إسرائيل.

وأضافت، أن المشروع يسمى قضبان السلام، يهدف لإيجاد خط تجاري من البحر المتوسط وصولا إلى الخليج العربي، الذي تسميه إسرائيل الخليج الفارسي. وبموجب المشروع، سيمر خط السكة الحديد من إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية، على أن يمر بالحدود الأردنية ومدينة جنين شمال الضفة الغربية.

دعم دولي
وأشارت إلى أن هذا المشروع ينضم لجهود أمريكية للوصل بين إسرائيل والدول المعتدلة في المنطقة لمواجهة التهديد الإيراني، كونه يهدف لربط الشرق الأوسط بالعالم كله، من خلال خط السكة الحديد الذي يمر بإسرائيل، حيث اتفق الاثنان، نتنياهو وكاتس، أن يتقدما بمشروعهما هذا لتحشيد دعم إقليمي ودولي؛ لأنه سيغير وجه الشرق الأوسط.

وأوضحت أنه تم نشر عرض فيديو للمشروع في كل مراحله، حيث حصل على الضوء الأخضر للمباشرة فيه، كونه يعتمد على ربط البحر المتوسط بالخليج العربي عبر إسرائيل والسعودية، من خلال إشراك الأردن والسلطة الفلسطينية، بحيث تتحول إسرائيل لتصبح الجسر البري اليابس الذي يربط بين أوروبا ودول الخليج العربي، وتم تكليف كاتس بتقديمه للجهات ذات العلاقة: الولايات المتحدة، والأردن، ودول الخليج، ودول عربية أخرى، والاتحاد الأوروبي، ودول آسيوية، نظرا لما يحققه المشروع من فوائد اقتصادية وتجارية.

جسر بري
وكتبت فايس قائلة إن السنوات الماضية باتت تشهد وصول آلاف الحاويات التجارية التركية لميناء مدينة، وتعرف طريقها باتجاه الأردن مرورا نحو الشرق، بديلا عن الطرق السورية التي أغلقت عقب اندلاع الحرب فيها، في حين يأتي المشروع الجديد لتحويل إسرائيل جسرا بريا يربط الشرق بالغرب، على أن تكون الأردن مرتبطة بالسعودية ودول الخليج والعراق، وصولا للبحر الأحمر من خلال خليج العقبة ومدينة إيلات جنوبا".

وختمت بالقول إنه من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بدور الراعي لهذا المشروع، بجانب دول إقليمية وعالمية ستسعى لتوفير الإسناد اللازم للبدء فيه، سواء في التخطيط له، أو تمويله، أو تنفيذه، كما أن المشروع يقوم على أساس مصالح أمنية واستخبارية واقتصادية مشتركة بين العديد من دول المنطقة.

استئناف المحادثات مع عباس
من جانبه أكد جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في حوار مع صحيفة القدس، أنه مستعد لاستئناف الحديث مع الرئيس محمود عباس، الذي قال إنه يصدق أنه ملتزم بالسلام، إذا كان الرئيس عباس مستعدا لذلك، مشيرا إلى أن القادة العرب الذين التقاهم في جولته اوضحوا بأنهم يريدون رؤية دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. إنهم يريدون اتفاقا يمكن الشعب الفلسطيني في أن يعيش بسلام، وأن تتاح له نفس الفرص الاقتصادية التي يتمتع بها مواطنو بلدانهم. إنهم يريدون أن يروا صفقة تحترم كرامة الفلسطينيين".

واعتبر كوشنر أن على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم تنازلات متبادلة لصنع السلام ومستقبل مشرق للشعبين. وأكد أن نقاط الصفقة الفعلية هي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الخطة الاقتصادية التي نعمل عليها يمكن أن تظهر ما يأتي كجزء من صفقة عندما يتم تحقيقها مع بعض الاستثمارات الضخمة التي تمتد إلى الشعبين الأردني والمصري أيضا.ً" مستبعدا بذلك أن يكون الحل إقليميا.
الجريدة الرسمية