أسطورة شريف أبو النجا!
كنت أعتقد مثل غيري أن زمن الأساطير انتهى وأننا في عهد دولة القانون التي يتساوى فيها الوزير مع الغفير لا سمح الله، لكن بعض الظن إثم فقد اكتشفت أنني أنام دون غطاء، حيث اكتشفت أن هناك أساطير كبيرة لا يستطيع أحد الاقتراب منها أو توجيه عتاب حتى لو كان رقيقا لها، وأننا نعيش مرحلة جديدة بطلها الدكتور"شريف أبو النجا"، وأن أسطورته تتفوق كثيرا على أسطورة الفنان محمد رمضان الشهيرة..
فما تابعته عما يحدث في مستشفى 57 3 57 على صفحات "فيتو" التي فجرها الكاتب الكبير أسامة داود المتخصص في الشئون الطبية على مدى أكثر من 30 عاما، التي كشف خلالها بالأرقام كواليس وخبايا إدارة أموال التبرعات التي تتجاوز كل عام مليار جنيه، يتم إنفاق جزء كبير منها على الدعاية والمشاركة في إنتاج المسلسلات الدرامية الفاشلة وتعين الأقارب والأحباب والحموات والخالات والعمات وأبناء الأقارب والجيران.
بعدها بأيام فجر المبدع "وحيد حامد" هو الآخر الكثير من الأسرار والكواليس داخل المستشفى التي تتجاوز خيال وحيد حامد نفسه كمؤلف كبير، لم يصدق الكاتب الكبير أن باب المستشفى مفتوح على مصراعيه أمام الكثير من المجاملات والتجاوزات على حساب الفقراء وأبناء الفقراء، وأن إدارة المستشفى التي يتولى مسئوليتها الدكتور "شريف أبو النجا" الملقب "بالأسطورة" وصاحب الكرامات والإكراميات على الجميع..
يفعل ما يريد يمنح ويمنع ويعطي ويهب ويحرم من يشاء حتى إنه منح المستشار الإعلامي للمستشفى ما يقرب من ستة ملايين مقابل كتابة مسلسل شاركت المستشفى في إنتاجه، هكذا كتب الأستاذ وحيد حامد، وعندما بحثت عن اسم هذا المستشار الإعلامي في قاموس مؤلفي الدراما لم أجد له أي وجود، حتى في قاموس عالم سمسم أو حتى كصبي في ورش الدراما التي انتشرت مؤخرا.. التجاوزات والمجاملات التي تم الكشف عنها في حملة "فيتو" سمع وقرأ عنها الجميع إلا أجهزة الدولة المعنية بالرقابة والمتابعة على أموال التبرعات وكأن الأمر لا يَعنيها من قريب أو بعيد.
كل ما طالب به "داود" و"حامد" أن يتم التحقيق في الأمر والكشف عن التجاوزات إن وجدت، والمجاملات إن كانت تفرض نفسها بغير سند من القانون في إدارة المستشفى، لم يقصدا تشويه مؤسسة احترمها المصريون على مدى سنوات طويلة، غرضهما الإصلاح وتصحيح المسار وليس الهدم.. معروف من هو "وحيد حامد" بتاريخه ووطنيته وجرأته، وتجرأ بعض صبية "الأسطورة "عليه لن يزيده إلا احتراما، أما "أسامة داود" صاحب الكواليس فهو ليس بحاجة إلى تعريف في الوسط الصحفى فهو أكبر من أي اتهام أو رد يحمل حقدا وكرها من جانب إدارة المستشفى.
كل ما نطلبه التحقيق وتوضيح الحقيقة للرأي العام من جانب الأجهزة المنتشرة، في جميع أجهزة الدولة التي تقول إنها حريصة على كل جنيه يتم إنفاقه، كل ما نريده الحق والعدل وليس التدليس والكذب والادعاء والمتاجرة على الهواء في الداخل والخارج بالفقراء وأطفالهم.. كل ما نريده أن يستمر عطاء هذا الكيان الذي بناه المصريون بِتبرعاتهم القليلة والكثيرة من خلال إدارة رشيدة بعيدا عن الأساطير.. التي تدعى كذبا أنها أكبر من أي سؤال أو حساب أو الوقوف أمام جهات التحقيق وإنا لمنتظرون.