الأمريكان والسيسي!
لا يمكن تجاهل ذلك التصريح الذي أطلقه السناتور الأمريكي الشهير ماكين الذي استنكر فيه استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، رغم أنها تم تخفيضها العام الماضي، وعلل ذلك أن مصر تعرقل الخطط الأمريكية في منطقتنا، ولم تعد تلتزم باتفاقية كامب ديفيد التي تحدد الوجود العسكري في سيناء، خاصة في المنطقة الحدودية مع إسرائيل.
فهذا التصريح لا يأتي من مجرد سيناتور أمريكي بارز ينتمي للحزب الجمهوري الذي يمثله أيضا الرئيس الأمريكي ترامب، أو من المشرف على المعهد الجمهوري الذي تورط في التدخل بمصر خلال السنوات الماضية، وساند الإخوان علنا على الوصول إلى الحكم في بلادنا.. إنما يتعين قراءة هذا التصريح في إطار حملة هجوم صحفية بدأ أصحابها يستهدفون الرئيس السيسي شخصيا.
وسبب هذه الحملة الإعلامية الأمريكية التي تستهدف السيسي يكمن في الموقف الذي تتخذه مصر من صفقة القرن الأمريكية، حيث ترفض مصر أي حل للمشكلة الفلسطينية لا يَضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيين، التي تتمثل في دولة فلسطينية على كل أراضي الضفة الغربية وتكون عاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم آلت أجبروا على الرحيل منها..
ويا ليت الأمر يقتصر على ذلك فقط، إنما يُتهم أصحاب هذه الحملة الرئيس السيسي أنه يحرض الملك الأردني عبد الله على انتهاج ذات الموقف الرافض لصفقة القرن، وأقنع السعودية والإمارات بذات الأمر، وهذا الأمر لا يروق بالطبع لإدارة ترامب التي تعتقد أن الوقت بات مناسبا لتصفية القضية الفلسطينية، حتى إن كان الرئيس الأمريكي أعلن أنه لا يشارك ماكين في كلامه!
وهنا يمكننا أن نفهم سر تصاعد الحملات الإخوانية ضد السيسي التي ينظمها التنظيم الدولي للإخوان، التي تستهدف عدم استكماله الفترة الرئاسية الثانية، وأن تعذر ذلك التمهيد لعودتهم للحكم عام ٢٠٢٢، وهذا ما سبق أن نبهنا إليه وحذرنا منه مبكرا جدا، ولن أتوقف عن التنبيه إليه والتحذير منه حتى نبدأ بالفعل في التخطيط السياسي لمستقبلنا، لنحمي أنفسنا من هذا الخطر.