رئيس التحرير
عصام كامل

التحليل النفسى لكارهى الإسلام.. 3


تطاولُ كتابٍ وباحثين مسلمين على الإسلام تحول فى السنوات الأخيرة إلى ظاهرة استرعت الاهتمام والدراسة والتحليل.

فى سياق قراءته لهذه الظاهرة، وصف الكاتب المغربى محمد البرجاوى ما يردده بعض العلمانيين من إساءات للإسلام والقرآن والطعن فيهما ووضع المؤلفات العديدة فى ذلك بـ" البضاعة الغربيَّة المنتحلة".


وقال فى مقال مطول: "هي بالفعل أحد خيارات الدول الشَّيطانيَّة من يهود ونصارى في طرحها كبدائل عن الإسلام الصَّحيح في هذا الإطار"، وتابع "نحن مدعوون بقوَّة إلى فَهم هذه الحمولة المعرفيَّة عقديًّا، والاطلاع الواعي على السُّبُل العمليَّة المُتَبَنَّاة في إرسالها من خلال تغليفها بغلاف علمي عبر مأجورين من العرب".

ويرى أن ما يردده بعض العلمانيين لا يعدو كونه َ"مساحيق تجميليَّة يُرَاد من ورائها زعزعة عقيدة المسلم بِلَيِّ أعناق النُّصوص الشَّرعية المحكمة لتَتَماشَى مع أُطرُوحاتِهم الوهميَّة، والذي مبناه على التَّأمُّل الذَّاتيّ، والاستشراف الوهمي، والتَّبَجُّح بمعرفة أسماء الكُتُب السياسيَّة الظرفية المموهة والموغلة في المُغَالَطَات،  مشبها سلوكهم بما ورد فى القرآن الكريم: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} الروم: 6.


وتابع "هناك اتجاه، منَ الدَّاخل والخارج، قوي لترسيخ مبدأ الصِّراع على أساس إسلامي، وأنَّ الحياة قد استَقَرَّ أمرها على تبنِّي الحرية الإنسانية،الليبراليَّة، في كل شئون الدُّنيا ولا دور للأديان فيها، وقد انتهى عصر العقائد، الأيديولوجيا، ومن هذه الكتب التي أحدثت أصداء واسعة في هذا الاتجاه ورَوَّجَ لها الإعلام الغربي والعربي، المرئي والمكتوب،كتاب الياباني الأصل الأمريكي الجنسية، فرانسيس فوكوياما المسمى "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، الذي يعلن فيه سقوط العقائد، ويستثني الإسلام ببعض بقاياه الدينيَّة والخلقيَّة، والانتصار النهائي لليبراليَّة، حرية الاختيار في السياسة والاقتصاد والاجتماع.


ومقولة "صدام الحضارات" لصمويل هنتجتون، وقد صدر العديد منَ الكتب التي تنعى العقائد والتَّمَسُّك بالهُوِيَّة منها: كتاب "النفس المبتورة هاجس الغرب في مجتمعاتنا" للمستغرب الإيراني داريوش شايغان، وله في هذا الاتجاه نفسه كتاب "أوهام الهُوِيَّة"، وهذان الكتابان يُمَثِّلان صورةً نموذجيَّة لجهود المستغربين في إسقاط الهويَّات في داخل مجتمعاتنا"، ومنَ المؤسف أنَّ المعممينَ في داخل إسلامنا يمارسون، صوت سيّده، في ترديد شعارات ومصطلحات، التي تنزل علينا منَ الغرب تترَا، واحدة تَتَبَنَّاها، وأخرى تسقطها على الثُّلَّة المنبوذة، من طرف الغرب والعلمانيينَ، التي تجدف في الاتجاه المعاكس لموجتها الظالمة.

بصيغة أخرى، تضفي عليها أنواعًا من التزيينات الموحية: كالتقدم، والتطور، والبناء، والتنوير، والتجديد، والتحديث، والعلمية، والمنطقية... إلخ، في حين تقذف المبادئ والثَّوابت الشَّرعيَّة بأبلغ أنواع السباب والشتائم والأوصاف المقذعة مثل: الرجعية، والغيبية، والميتافيزيقا، والتخلُّف، والجمود، والتحجّر، والتقوقع، والظلامية، والسلبية، والتعصب، وأخواتها من الأصولية والإسلام السياسي، وأنَّ الحرب بيننا وبين اليهود ليستْ دينيَّة؛ ولكنها حرب على حقوق ذاتية.

لذلك سعوا إلى فتح شراكات تفوق التطبيع إلى التضبيع، وأن الفتح الإسلامي نموذج من نماذج الاستعمار، وأنَّ الإسلام يجب أن يُسحَبَ البساط من تحت أقدامه بشكل تدريجي في البلدان الإسلامية، ليبقى اسمه كما هو الشأن في البوسنة التي حوَّلوها إلى كومة من الأشباح التاريخية والكوابيس الخيالية!، ولكن: "قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى" [طه: 135]، فهل نَعِي الدرس؟..

ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية