رئيس التحرير
عصام كامل

الناس الشقيانة تحت شمس الصعيد.. مطالب عمال النظافة في قنا (صور)

فيتو

تحت شمس الصعيد الحارق، تجد عددا من الأشخاص الذين يرتدون ملابس ذات ألوان برتقالية وزرقاء، يسيرون ببطء، وبيدهم يجرون عربة تحمل القمامة بداخلها، الجميع منهم يبحث عن مكان يستظل فيه من درجة الحرارة المحرقة، وهم يرددون كلمات عدة منها "نحن من نجمع قمامة الكبير والصغير"، "قشر البندق آه.. قلبه لا" في إشارة منهم إلى أن قلب الطعام يستمتع به الأغنياء وقشره يلقون به إليهم..


البداية
في الساعة السابعة صباحًا يخرج العديد من عمال النظافة الذين يرتدون ملابس ذات ألوان مختلفة منها الأزق ومنها البرتقالي وآخرون في بعض القطاعات الأحمر، يتجمعون أمام مجلس المدينة لكي يستلموا المقشة والعربة الخاصة بكل شخص منهم ليبدأوا رحلة البحث عن الشقاء لجمع أكوام القمامة والمخلفات المتراصة أمام المنازل وفي الشوارع العامة والميادين، تدق الساعة الثانية عشرة ظهرًا وتبدأ رحلة أخرى للبحث عن مكان يستظلون به من شمس الصعيد الحارقة، مطالبين بالرحمة الغائبة عن البشر الذين لا يعرفون سوى آكل البندق.

قال محمود سيد معوض "أحد العاملين" إننا نعمل بنظام الورديات، وتبدأ رحلتنا في الشوارع لجمع القمامة، منوهًا إلى أنه من أصعب المشاهد التي تقابلها يوميًا هي عندما تكون أسرة موجودة داخل سيارة ونجد الطفل يلقي بالقمامة من زجاج السيارة، دون أي وعي من رب الأسرة بمنعه من إلقائها بهذا الشكل السيئ، فضلًا عن قيام البعض بإلقاء اللبان وهو الأمر الذي يتسبب في بعض الأحيان في مشكلة حتى يتم جمعه من الأرض.

وأشار سيد نور الدين "أحد عمال النظافة"، "الساعات الأكثر حرقة بالنسبة لنا من الساعة الواحدة ظهرا وحتى غروب الشمس وبخاصة خلال أشهر الصيف الذي يمتاز به الصعيد بالحرارة الشديدة.. نتكبد عناء وإرهاقا كبيرا بسبب هذه الفترة الصعبة وطالبنا مرارًا بضرورة تخفيف العمل في تلك الأوقات أسوة بعمال النظافة في محافظة الأقصر الذين تم منعهم من العمل في تلك الساعات حفاظًا على أرواح العمال وفي الاعوام الماضية شهدت تلك الفترة من العام سقوط عدد من العمال ووفاة البعض منهم.

وأكد محمود على "أحد العمال"، "أن أسوأ ما يواجهنا في العمل أيضًا هو إلقاء بعض المواطنين الزجاج في الأكياس دون التنويه لنا بهذا الأمر وهو الأمر الذي تسبب في إصابة البعض بإصابات بالغة، فضلًا عن قيام البعض بإلقاء مخلفات الطعام بشكل سيئ".
الجريدة الرسمية