رئيس التحرير
عصام كامل

سلاح المقاومة.. غزة تضرب الاقتصاد الإسرائيلي بالطائرات الورقية

فيتو

باتت أسلحة المقاومة الفلسطينية البسيطة في التركيب شديدة التأثير، وتسبب أرقا للقيادة الأمنية والسياسية داخل دولة الاحتلال، بعد فقد السيطرة عليها، مما كبد دولة الاحتلال خسائر فادحة بحرق عشرات الأفدنة من الاراضي الزراعية الإسرائيلية، الواقعة بالقرب من غلاف غزة، إلى جانب تدمير رقعة كبيرة من محصول القمح.


وبعد استخدام الحجارة والسكين والكاوتشوك لقيادة المقاومة ضد جيش الاحتلال، لجأت المقاومة الفلسطينية إلى ابتكار جديد، الطائرات الورقية الحارقة وبالونات الهيليوم، حيث حول الشباب الفلسطيني الطائرات الورقية وبالونات الهيليوم إلى أداة مقاومة تستنفر الاحتلال، بعد ربط علبة معدنية بداخلها قطعة قماش مغموسة بالسولار في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية.

وتصنع الطائرة بأدوات بسيطة: قطعة بلاستيك يتم شدها بأعواد خشب وربطها بحبل طويل وذيل من أكياس النايلون الممزقة والمربوطة ببعضها البعض.

وبدأ الفلسطينيون استخدام هذا الأسلوب بعد أيام من بدء مسيرات العودة في 30 مارس الماضي؛ حيث يطلقون طائرات ورقية أو بالونات محملة في نهايتها بفتيل مشتعل، قبل أن تسقط على الحقول المحاذية للسياج الفاصل.

خسائر فادحة
وتسبب استخدام الطائرات الورقية وبالونات الهيليوم العديد من الخسائر الفادحة حيث أعلن مصدر عسكري "إسرائيلي" لصحيفة "معاريف" العبرية، أن أضرار الطائرات الورقية المشتعلة أكبر بكثير من أضرار حرب 2014، موضحًا أن أضرارها فاقت التوقعات السياسية والإستراتيجية.

وأوضح المصدر المسئول في جيش الاحتلال أن مطلقي الطائرات الورقية يعرفون متى وأين يطلقونها، فضلًا عن نجاحهم في توجيهها في الهواء بعناية، الأمر الذي يتسبب في أضرار لا تنتهي للمستوطنات القريبة من قطاع غزة.

تدمير الأراضي الزراعية
وعلى الرغم من أن هذا السلاح يبدو مثيرا للسخرية، حين نُقارنه بضخامة الطائرات النفاثة المقاتلة من نوع إف-16 الصقر المقاتل والدبابات الهائلة "الإسرائيلية"، إلا أنه فعال بشكل مثير للدهشة؛ فوفقًا للسلطات "الإسرائيلية"، تحول نحو ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة والمحميات الطبيعية إلى رماد في الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في أضرار تجاوزت قيمتها أكثر من مليوني يورو.

600 طائرة

ولغة الخسائر عبر عنها أيضا وزير دفاع الاحتلال أفيجدور ليبرمان الذي صرح مؤخرا بأن نحو 600 طائرة ورقية حارقة أطلقت من قطاع غزة اعترض جيش الاحتلال 400 منها في حين تسببت 200 بإحراق تسعة آلاف دونم من المحاصيل والغابات، وهي حصيلة زادت كثيرا خلال الأيام الماضية مع تراكم خبرات مطلقي الطائرات والبالونات.

20 طائرة يوميا

وأشار تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن معدل الطائرات الورقية الحارقة التي تطلق من قطاع غزة زاد من عشر إلى عشرين طائرة يوميا، مما تسبب في ارتفاع واضح في حجم المساحات الزراعية التي احترقت في مستوطنات "غلاف غزة".

ربع المساحة المزروعة
وقدّر تقرير للقناة "الإسرائيلية" الثانية مطلع الشهر الجاري حجم الأراضي الزراعية التي تسببت هذه الطائرات البدائية في إحراقها بأنها تمثل ربع المساحات المزروعة على الشريط الحدودي مع القطاع المحاصر.

التقرير نقل عن رئيس بلدية النقب الغربي داني بن ديفيد أن "الطائرات الورقية الحارقة تسببت في إتلاف آلاف الدونمات بما يقابل مئات الآلاف من الشواقل الإسرائيلية"، واصفا هذه الخسائر "بالحرب الحقيقية" التي قال: إن "الجيش الإسرائيلي لا يملك أي وسائل لمواجهتها".

دخلت النقب
وقالت السبت الماضي وسائل إعلام "إسرائيلية": إن هذه الطائرات وصلت لأول مرة للنقب الغربي على بعد 16 كيلومترا من قطاع غزة، وهو مدى كانت تصله سابقا صواريخ المقاومة الفلسطينية التي كانت القبة الحديدية الإسرائيلية تعترضها.

100 خلية نحل
وامتدت موجة الخسائر لتصل إلى العسل؛ فوفقا لصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، فإن 100 خلية نحل "إسرائيلية" في منطقة "غلاف غزة" تضررت بسبب حرائق الطائرات الورقية.

وقالت الصحيفة: إنه كان من المفترض أن تنتج هذه الخلايا خلال الشهرين الأخيرين ما بين 3-5 أطنان من العسل، لكن بفعل الحرائق فإن الخسارة تقدر بمئات آلاف الشواقل.
الجريدة الرسمية