رئيس التحرير
عصام كامل

الثانوية العامة بين الضبط والانضباط


بعض المعلمين من أصحاب النفوس الضعيفة يتسببون في فساد الامتحانات بالكامل والتسبب في اتساع موجات الغش، فاللجان كلها تتوقف على المعلم الذي يراقب، ومن هنا فإصلاح المعلم أولا هو الحل، واقصد هنا ليس فقط الإصلاح المهنى، ولكن الإصلاح المادى أيضا، وتحسين مستوى معيشتهم، وبعدها يتغيير التقييم، ففي غياب ضمير المعلم المراقب على اللجان سينتشر الغش وأيا كانت الآليات التي وضعتها الوزارة فلن تكون نزيهة.


فأن نجاح الامتحانات "تحتاج إلى "انضباط "وليس "ضبط" ويجب أن يكون الطالب والمعلم لديهم قناعات الانضباط والسعي لإنجاح العملية التعليمية وأن يأخذ كل ذي حق حقه أولا، فإن القوانين والأنظمة فهي محاولات للضبط والتنظيم وأي كانت الخطط فلن تفلح في حال غياب الانضباط لدى الطالب والمعلم، فالأولى أن نسعى لتحقيق الانضباط وبعدها نبدأ في ضبط الامتحانات من خلال القوانين واللوائح. 

ففي ظل التطور التكنولوجي والآلية الضعيفة في الرقابة سيظل الغش هو المسيطر وسينجح الطلاب في الاستمرار في عمليات الغش، ومن هنا نطالب بالانضباط والذي لن يتحقق سوى بتحقيق العدالة الاجتماعية ولو نسبيا، سواء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمعلم، أو في عملية تكافؤ الفرص بحيث يأخذ الطلاب حقوقهم ويحصلون على مكانة متناسبة مع تعليمهم بعد التخرج.

أما البوكليت بالنسبة لامتحانات الثانوية العامة فهو حل مؤقت انتهجته وزارة التعليم خلال فترة الوزير الهلالي الشربيني، من أجل القضاء على الغش في المدارس، وبما أنه حل مؤقت فإن الأزمة لا تزال قائمة.

فإن أزمة الغش في الامتحانات بشكل عام والثانوية على وجه التحديد هي أزمة متفاقمة من خلال انتشار الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، فالبوكليت يقتصر على معالجة أزمة الغش التقليدي، إلا أنه في الحقيقة فشل في مكافحة الغش الجماعي الذي لا يزال مستمرا حتى اليوم، ولا تزال بعض الامتحانات تسرب وتنشر على فيس بوك وغيرها من مواقع "السوشيال ميديا"، وهو الهدف الرئيسى أمام البوكليت حيث استهدف منذ البداية طرق الغش التقليدية.

في اعتقادي أن الغش الجماعي موجود، والبوكليت ينتهي دوره على عدم تصوير ورق الأسئلة وتسريبه، حيث يشكل "مسكن" لحين تغيير نظام التقييم، فيجب إعادة النظر في تقييم الامتحانات في حال تسريب الامتحان وفي حالة وقائع الغش الجماعي.

هنا نستطيع أن نقول إن انتهاء أزمة الغش يتوقف على تغيير منظومة الامتحانات والتقييم بشكل كامل، ففي ظل انتشار الغش بأكثر من طريقه يعززه وجود معلمين من ذوي النفوس الضعيفة لأن اللجان برمتها متوقفة على المراقب فهو المتحكم في منظومة الاختبارات بالكامل داخل لجنة الامتحان.
الجريدة الرسمية