وحيد حامد ومستشفى ٥٧
يظل الكاتب الكبير وحيد حامد واحدًا من جيل المقاتلين عن جد ضد الظواهر الاجتماعية والدينية غير المنطقية، وهو في ذلك له باع طويل وتاريخ سجلته ذاكرة السينما المصرية بأحرف من نور.. تكسبه سنوات العمر قوة وتمنحه تجارب الحياة عنفوانا شبابيا مذهلا، وهو بين الظواهر المتناقضة متنقل بعين الفاحص المدقق وبقلم يرسم لوحات من النضال الإنساني الذي يمنحنا قوة يوما بعد يوم.
أقول ذلك بعد متابعتي لمقالته في الزميلة "المصرى اليوم" عن مستشفى ٥٧، والتكية التي يدار بها خاصة تناوله لما كتبه زميلنا الكاتب الصحفي الكبير أسامة داود مفجر حملة الدفاع عن تبرعات المصريين والمنفرد بأرقام مدهشة في ميزانيتها على صفحات "فيتو"، وعلى بوابتها الإلكترونية، خاصة بذخ الإعلانات التي وصل رقمها إلى ١٣٥ مليون جنيه سنويا، إضافة إلى بند الأجور الذي فاق بمراحل بند العلاج وغيره الكثير مما أثاره أسامة.
قضية اليوم التي تولى الإفصاح عن تفاصيلها حول ما كتبه أسامة بالحلقة الأولى من ملف "رحلة وهم هدفها المال" والتي نشرت في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من مايو الماضي، عندما كتب أسامة أن الدكتور شريف أبو النجا لم يكن من مؤسسي مستشفى ٥٧، وأنه وضع اسمه ضمن قائمة المؤسسين بغير وازع قانوني.. اليوم كشف الكاتب الكبير وحيد حامد عن مستند من وزارة التضامن يكشف عدم قانونية انضمام أبو النجا لقائمة المؤسسين.
وملف مستشفى ٥٧ واحد من الملفات الشائكة التي لا يجب أن تغلق دون تحقيق شفاف ونزيه يكشف للرأي العام عن تفاصيل إنفاق سيل التبرعات الذي ينهال على هذا الصرح، الذي نتصور أنه حاد عن الطريق وضل السبيل ولم يعد سوى طريقة إعلانية لابتزاز خلق الله أمام صور الأطفال التي تستخدم في الإعلانات في واحدة من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، وقد ارتكبتها مؤسسات إعلانية كبرى تعرف جيدًا ميثاق الشرف الذي يمنع استخدام الأطفال في مثل هذه الأمور.
ونحن إذ نشكر كاتبنا الكبير على مواصلته الكتابة؛ فإننا لا نتجاهل ما كتبه الكاتب الكبير الأستاذ صلاح منتصر داعيًا إلى الشفافية، بل وندعو كل كُتابنا للانضمام إلينا في حملتنا يقودنا في ذلك إطار وطني يناضل من أجل حماية المؤسسات التي أنشأها الشعب المصري بقروشه بعد أن حادت عن الطريق وسيطرت عليها الشللية دون رقيب حقيقي من الدولة ويكفي ما حدث في الماضي من ترك الحبل على الغارب لتصبح مصر أسيرة اقتصاد سرى عابر للقارات أقامته جماعة إرهابية اختطفت منا الوطن في لحظة تاريخية فارقة.