روح الهزيمة ومستقبل النصر
شهد التاريخ أن ما حققت مصر نصرا إلا بعد تجربة الهزيمة، الذي كان دوما سببا لإعادة ترتيب الصفوف ودراسة نقاط القوة والضعف علاوة على إصرار وعزيمة قوية لتلافي كل مسببات الهزيمة.
قد نكون خسرنا مباراة لكرة القدم إلا أن إصرارنا على المكسب في مجالات أخرى قد يكون محفّزا لتحقيق نجاحات غير مسبوقة.
كالعادة نحن تعودنا على أن نعلق الأسباب على فرد بعينه، فإن أردنا النصر اختزلنا ذلك في فرد وإن تحققت الهزيمة تحملها أيضا فردا واحدا، ناسين أو متناسين أن النجاح لا يمكن أن يتحقق بأفراد إنما بفريق كامل يملك مقومات النجاح.
ليتنا نخرج من هذا الموقف بِتغيير قناعاتنا نحو تشكيل فرق العمل وإن كل توقعات النجاح تكمن في الأداء المتكامل، تحتاج مصر منا الكثير من التركيز على تكوين فرق العمل ودفعهم نحو تطوير أنفسهم وكيفية التنسيق والتشاور فيما بينهم مما تتحقق معه الأهداف بكل سهولة ويسر، لا بد أن نكون فريق عمل من ١٠٠ مليون مصري يتكاتفون جنبا إلى جنب من أجل تحقيق المستحيل.
لدينا كل الإمكانيات التي تمكننا من تحقيق ما يعجز الآخرون عنه لأننا تحملنا الكثير وصمدنا في مواجهة صعوبات كثيرة، فالحياة صقلت مهاراتنا وأنجبت جيلا يريد أن يفعل شيئا جديدا يخلق به مستقبل ليعيش فيه أفضل وذلك لن يتحقق إلا بإيمان بقدراتنا ورغبة قوية في تحقيقه.
فلنتوقف عن تحميل الأخطاء على شماعات الآخرين ولنبدأ من الآن في سبيل واحد هو سبيل النصر، هل نحن قادرون على أن نوجد هذا التوجه؟ وهل قادرون على خلق مستقبل حقيقي يتعدى الكلمات ويصل إلى خلق العمل؟!. اعتقد أننا قادرون على أن نحقق المزيد.. بل سنحقق المستحيل.
فلنبدأ الآن بتغيير أنفسنا نحو العمل بروح الفريق، ولنكن على يقين أن الهزيمة دائمًا هي مفتاح النصر.