الفن الخلاق
عندما يكون الفن في صوره ومجالاته المختلفة، كالسينما، والمسلسلات التليفزيونية، والموسيقى، والمهرجانات، وغيرها، مستهدفة إرساء قيم أخلاقية عالية مثل المروءة والشهامة والصدق والوفاء والشجاعة، والعلم، والحكمة، والعمل، والإدارة، والتخطيط، وعدم التكاسل أو التراخى.. إلخ.
فبإمكان الفن أن يلعب دورا حيويا في الارتقاء بالمجتمع، ليس أخلاقيا فحسب وإنما علميا، وثقافيا وإنسانيا، وحضاريا، بل يمكننا أن ننأى بوطننا عن الأجواء التي ينمو وينتعش فيها الإرهاب والعنف والتطرف.. لكننا للأسف، نرى فنا لا يتجاوز في جوهره ومضمونه، فضلا عن مظهره، مجال العبث والتهريج والتعرى ونشر كل ما يشين.. نعم، هناك من البشر من يسعى حثيثا، بل يحرص على رؤية هذه النوعية من الفن الهابط والهدام، إلا أن هذه الفئة تحتاج إلى علاج وتقويم عن طريق الفهم والوعي..
إن الفن الذي يحيى قيم التعارف والتأخي والمحبة والوئام، ويعمل على إزكاء روح المودة والتواصل ونشر السلام بين أبناء الوطن الواحد، بل بين البشر جميعا هو فن أصيل وخلاق، ويبعث على عمارة المجتمعات وتأسيسها على قواعد صحيحة وسليمة من الوحدة والتكاتف..
كما أن الفن الذي يتبنى قضية العدل والإنصاف والمساواة بين الناس؛ بين الحاكم والمحكوم، بين الغني والفقير، بين الكبير والصغير، بين الرجل والمرأة، بين الغرباء والأقرباء، هو فن بناء وإصلاح وتقويم نحن في مسيس الحاجة إليه لاستقامة الحياة.. أيضا، يعتبر الفن الذي يعمل على نشر العلم الذي يتناول مناحى الحياة المختلفة، فنا عبقريا ينقل المجتمع إلى مستويات عليا من التقدم والازدهار والتحضر..
ليس هذا فقط، وإنما الفن الذي يحض على كافة أعمال البر وفعل الخيرات تجاه الفقراء والمساكين والمحتاجين والمرضى من خلال إنشاء جمعيات طوعية، تتابع بشكل لصيق ودقيق من قبل مؤسسات الدولة، هو فن نبيل وجليل، فضلا عما يتضمنه من رقى وإنسانية..
ثم أن الفن الذي يدفع البشر إلى حب الأوطان، والدفاع عنها وعن حرماتها ومقدساتها، علاوة على نشر الأمن والأمان بين ربوعها، حتى يعيش الناس في سكينة وطمأنينة وسلام، ويمارسون أعمالهم ومسئولياتهم وواجباتهم دون خوف أو قلق أو اضطراب، هو فن يحمل كل معانى التقدير والنزاهة والاحترام.