ليس كافيا!
الجهد الذي يقوم به الآن المحافظون ومدراء الأمن لضبط سوق النقل، وضمان التزام سائقى الميكروباص بالتعريفة المحددة للركوب، بعد زيادة أسعار البنزين هو جهد مطلوب ومشكور ومهم.. ولكنه لا يكفى لاحتواء تداعيات رفع أسعار المنتجات البترولية، والتي لن تقتصر فقط على عمليات نقل الركاب داخل المدن أو فيما بينها، وإنما شملت بالفعل نقل كل السلع، بل وشملت أيضا الخدمات المختلفة، حيث يحاول المنتجون للسلع ومقدمو الخدمات تعويض ما نالهم من أعباء نتيجة رفع أسعار الطاقة.
المطلوب جهد موازٍ، وأهم لضبط الإسراف فعلا وليس قولا أو بالتصريحات فقط.. وهذا لن يكون إلا بالتصدي للاحتكارات التي تسيطر عليها وتفرض هوامش ربح مغالى فيها كثيرا للسلع والخدمات.. وليكن التركيز والاهتمام أساسا على ضبط أسعار السلع الغذائية التي تنفق أغلب الأسر المصرية، خاصة محدودة ومتوسطة الدخل، معظم دخولها عليها.
إن نسبة ما ينفقه المواطنون على النقل لا تذكر أو تقارن بما ينفقونه على الغذاء.. ولذلك فإن أي جهد أو نشاط لضبط أسعار الغذاء من خلال مواجهة الاحتكار، سيكون أكثر جدوى، وأكثر فائدة للمواطنين الذين يجارون بالشكوى الآن من ارتفاع الأسعار.. وسوف يستحق بعدها هؤلاء المسئولون شكرًا أكبر إذا فعلوا ذلك.