«كارما» ضعيف جدا.. «اظبط يا أسطى»
"اظبط يا أسطى"، هي اللزمة التي رددتها الفنانة زينة أثناء حديثها مع عمرو سعد في كل مشاهد كارما تقريبًا، وأستعيرها منها الآن لأتوجه بها للمخرج خالد يوسف، لم يعجبنى فيلم كارما، رأيت فيه تراجعا واضحا لمستوى صنايعى بعد طويلًا عن الصنعة فثقلت يده التي كانت في وقت ما "تتلف في حرير"، في الحبكة الفنية لهذا الفيلم جرعة فانتازيا قريبة جدًا من سينما السبكى التي تتوه فيها الخطوط الدرامية عن بعضها ويغيب عنها المنطق ويقحم فيها مشاهد ما أنزل الله بها من سلطان بغرض أن تستعمل في الدعاية فقط لا غير..
في كارما لم تظهر بصمة المخرج الكبير إلا في الصورة وكادرات الكاميرا فقط، وهو الذي عودنا في أفلامه سواء التي كتبها أو التي لم يكتبها أن نرى بصمته في كل كلمة تقال وكل حركة وكل سكون، هو الذي عودنا أن نخرج من عنده معلقا في أذهاننا جمل وقفشات نتداولها طويلًا بيننا، خالد يوسف هو الذي رفع سقف طموحنا في فنه كثيرًا والآن الفرق واضح وشاسع جدًا بين ما تقدم من أفلامه وما تأخر، شخصيًا لا أستطيع اعتبار كارما ابنًا من أبناء خالد يوسف..
سأعتبره بداية متواضعة لعودة الفنان الكبير لبيته أو "عودة الابن الضال" بعد غياب طويل ما كان له أن يحدث، وأعتقد أن التجربة العملية أثبتت له أنه أخطأ كثيرًا عندما قام من على كرسى الإخراج وجلس على كرسى تحت قبة البرلمان، "الانقطاع أمرض موهبته وخبطها في بعضها"، وليته استفاد من تجربة فنانين عظام قبله سلكوا نفس الطريق ولم يحققوا فيه ربع النجاح ولا ربع المجد الذي حققوه أمام الكاميرات..
فلم يسمع أحد عن أي إنجاز يذكر قدمه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أو حسين صدقى أو محمود المليجى أو مديحة يسرى أو أمينة رزق أو حمدى أحمد تحت قبة مجلسى الشعب والشورى بعدما قرروا العمل بالسياسة، وأعتقد أن الفترة التي قضوها في العمل السياسي هي إهدار لوقت كانت أولى به الطاقة الإبداعية لديهم، نفس الوضع بالنسبة لخالد يوسف الذي كان يقدم كل شيء في فنه ولم يستطع تقديم أي شيء في عمله السياسي الذي أشار إليه في الفيلم من خلال الاستعانة ببعض مشاهد له تحت القبة ممثلًا عن تكتل 25_ 30..
في كل الأحوال مرحبًا بعودة المخرج الكبير الذي تحتاجه الشاشة كثيرًا بعد أن يعود لكامل لياقته، ومرحبا بكارما حتى لو كان فيلما مهلهلا خاليا من بصمته إلى تفرد بها لو كان هذا بداية العودة والتفرغ للشاشة الكبيرة، نأمل في المرة القادمة أن يضع خالد يوسف يده في يد مؤلف مخضرم، مؤلف يستطيع أن يسكن دلال عبد العزيز في مكان يليق بها بدلا من دور "نرجس" الذي ظهرت فيه تقدم نصائح في كيفية اختيار المرأة المثالية لممارسة الجنس، ودور يليق بموهبة ماجد المصرى بدلا من اللا شيء الذي ظهر به..
ودور يليق بغادة عبد الرازق التي لا أعرف حتى اللحظة لماذا قبلت على نجوميتها أن تظهر في دور مديرة أعمال تسند به الوجه الجديد "سارة التونسى"، خالد الصاوى فقط هو الذي لم يتنازل عن ما يليق به وظهر مبدعًا في دور تلامس في المضمون مع الفكرة التي ظهر بها قبل عامين في مسلسل كارما، "اظبط يا أسطى" حتى تعود لوقت كنا فيه ندخل الفيلم لمجرد أن اسمك عليه فقط لا غير !