رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية «أحمد وصفي» لاعب التنس.. عشق البحر ومات في ماسورة شفط بإحدى قرى الساحل الشمالي.. إجازة العيد تنهي حياة ابن «الجزيرة» في سيدي عبد الرحمن.. وتأخر رجال الإنقاذ يغضب الأهالي (فيد

فيتو

كان الجو صحوا والمياه متدفقة والضحكات عالية في احدي قري   سيدي عبد الرحمن بالساحل الشمالي، لم يقطعها سوى صوت استغاثة من أحد الشباب: "فيه حد بيغرق"، كانت صرخات الاستغاثة مدوية، محاولة أن تجمع مرتادي القرية السياحية لإنقاذ حياة الشاب أحمد وصفي، الذي كان محشورًا بداخل إحدى مواسير الشفط، التي تشفط المياه لتضخها للبحيرة الصناعية "لاجون" بداخل القرية.


العيد والقرية
الحكاية بدأت عندما قرر الشاب الرياضي ولاعب التنس بنادي الجزيرة أحمد وصفي أن يقضي إجازة العيد بإحدي القري السياحية، ووقع الاختيار على احدي القري في  سيدي عبد الرحمن بالساحل الشمالي، وكالمعتاد قرر الشاب الرياضي أن ينزل للسباحة، لم يكن يعلم أن حياته ستنتهي داخل ماسورة شفط ضخمة.

الأمر كان صادما فجسد الشاب محشور ورأسه تحت المياه لعدة دقائق، وبعد إخراجه باءت كل محاولات إنقاذه بالفشل.

تحكي علياء تشاتلا: " كنت في البحر أنا وقريبي من شوية لقيت واحد وواحدة بيستغيثوا فيه حد بيغرق جنبهم، جرينا عليهم لقينا في شاب محشور جوا ماسورة شفط كبيرة اللي بتودي للبحيرة".

استطردت علياء في مشاهدتها مؤكدة أنهم أخذوا ينادون على مرتادي القرية ليأتوا ويساعدوا في جذب الشاب خارج الماسورة "لأن الشفطات كانت جامدة جدًا وكل ده والولد رأسه تحت المياه ومحشور من ضهره".

لم تتوقف علياء، لكنها استمرت قائلة "ناس كتير جتلنا بعد فترة وانا بنادي على ال safeguard ومحدش منهم كان موجود لحظتها، واحد نزل بعدها بـ ٥ دقايق وأخذ ينادي على زميله ليغلق الشفاطات بسرعة، وبعدها بدقيقتين طلعناه والناس بتدور على أي دكتور ليسعف الشاب بسرعة، لعدم وجود أي مسعف على الشاطئ والمنقذون غير مدربين على كيفية التعامل في موقف كهذا".

استمرت علياء في حكايتها فقالت "بعدها بـ ١٠ دقايق مستنين الإسعاف تيجي نلحق الولد، وهو بين الحياة والموت ودكاترة كتير فضلت تساعد، في شاب دخل بعربيته جوا الشاطئ عشان يلحقه الولد، وأخده وهو مفيهوش نفس تمامًا".

ابن الجزيرة

كان الشاب الصريع أحمد وصفي على خلق وأحد أبناء نادي الجزيرة المعتز بانتمائه للنادي، وبدا ذلك واضحًا من خلال تدوينة كتبها على صفحته الشخصية بفيس بوك قال فيها: "أدعو أفراد عائلتي الكبيرة عائلة نادي الجزيرة لاسترجاع ماضي الجزيرة استرجاع الإحساس بالانتماء أدعو إلى إرجاع ظاهرة تحية الأعضاء لبعض بدون سابق معرفة... أول خطوة في الإصلاح".

لم يتعد الشاب أحمد وصفي الثامنة والعشرين من العمر، لكن حياته كانت مليئة بالرحلات فقد أكدت صفحته بفيس بوك أنه كان يعيش فترة من حياته في العاصمة البريطانية لندن، واستقر وعاش بالقاهرة، محبًا لمخاطبة أصدقائه باللغة الإنجليزية، وخاصة في الاقتباسات التي يأخذها من كبار الشعراء والفلاسفة والمفكرين، ليضعها في تدوينات على صفحته.

في 4 فبراير اقتبس أحمد وصفي مقولة للشاعر لانج ليف "درس.. هناك فتاة تبتسم طوال الوقت، لتظهر للعالم أنها بخير. وصبي يحيط نفسه بالأصدقاء، يتمنى أن تنتهي حياته. بالنسبة لأولئك الذين يقولون أنهم لا يعرفون أبدًا، فإن الحزن الكثير يترك القليل من الألغاز".

كما كتب مقولة أخرى : "عندما تتوقف عن مطاردة الأشياء الخطأ.. فإنك تمنح الأمور الصحيحة الفرصة لأن تمسك بك".

كان أحمد وصفي محبًا لنادي ريـال مدريد، وخاصة اللاعب كريستيانو رونالدو، وكان محبًا للمرح وللبحر في الإسكندرية أو في غيرها من الشواطئ المصرية، التي فضل أن يملأ صفحته على الفيس بصوره على تلك الشواطئ، معلنًا عشقه للبحر، وكانت نهايته في أحضان المياه بأحد شواطئ الإسكندرية، التي كان يعشقها حيًا.

الجريدة الرسمية