دراسة أمريكية تزعم استفادة مصر من سد النهضة.. المشروع الأثيوبي يحقق للقاهرة فوائد اقتصادية.. الإدارة العادلة للموارد المائية كلمة السر.. والتعاون يحمي الجميع من أي ضرر
لم يعد الأمر أن يكون هناك سد أو لا، أن يتم ملئه أو لا، تلك النظرية تجاوزتها الدول الثلاثة وعلى رأسهم مصر التي اعترفت بسد النهضة كسد للتنمية، وبات الاتفاق على كيفية ملء خزان السد وإدارة الموارد المائية هو الشغل الشاغل للخبراء الفنيين في المفاوضات المستمرة منذ 7 أعوام.
وبالتوازي مع تلك النظرية بدأت المراكز البحثية ايضًا في دراسة كيفية استفادة الدول الثلاث من سد النهضة، وهو ما فعلته هيئة المسح الجيولجي والاستشعار عن بعد الأمريكية مع جامعة «نيو مكسيكو استيت» الأمريكية حين أجرت دراسة تحت عنوان «المنفعة المتبادلة والإدارة المستدامة لسدود إثيوبيا ومصر في حوض النيل»
توزيع المياه
وبدأت الدراسة التي أعدها الدكتور حرب البرديسي، أستاذ الاقتصاد والموارد المائية، بتبادل وتقاسم المنافع واستدامة عمليات الإدارة للسدود على نهر النيل «سد النهضة الاثيوبي والسد العالي بمصر»، وتحديد الكيفية التي يمكن أن يتم بها تخصيص المياه واستخدامها لتحقيق عدالة التوزيع للدول الأربع المتشاطئة «إثيوبيا، جنوب السودان، والسودان، ومصر» وقد أمكن بناء نموذج الحل الأمثل بأسلوب البرمجة غير الخطية، عن طريق بناء كود خاص باستخدام برنامج GAMS لتحديد إمكانية التوزيع العادل وتقليل الآثار السلبية لبناء السد.
نهر النيل
وأوضحت الدراسة، أن انخفاض كمية المياه المستخدمة للزراعة في فترة ملء سد النهضة يمكن أن تكون مفيدة لزيادة ري عدد من الأراضي خاصة في مصر التي تستهلك الزراعة فيها نحو 57.3 مليار متر مكعب في المتوسط في الظروف العادية، وتستخدم نحو 31.4 مليار متر مكعب في حالة الجفاف.
وتابعت أنه من المتوقع أن تنخفض المنافع الزراعية في إثيوبيا بسبب استخدام المياه في ملء السد الجديد، وكذلك السودان بسبب سياسة ملء الخزان، من خلال سيناريو المناخ الجاف وعلى مدى 20 عاما، ويمكن لمصر أن تكون أكثر استفادة من عملية إنشاء السد باعتبارها آخر دولة مصب.
أما بالنسبة للتدفقات من منابع المياه فمن المتوقع أن يكون هناك زيادة في تدفقات المياه في جميع منابع النيل، باستثناء نيل ألبرت في مرتفعات إثيوبيا، حيث تشير النتائج إلى استمرار تدفق المياه في حالة وجود السد، وتقدر كمية المياه المتدفقة من النيل الأزرق لإثيوبيا بنحو 2.9 مليار متر مكعب.
السد العالي
وأشارت الدراسة أن السعة التخزينية لسد النهضة لا تؤثر على حجم التخزين في السد العالي، ويمكن أن تكون مصر أفضل حالا إذا أحدثت زيادة بنسبة 7% في حجم التخزين بالسد العالي.
الفائدة الاقتصادية
ومن الناحية الاقتصادية، وبحسب الدراسة فإنه يمكن أن تكون لعملية بناء سد النهضة العديد من الخصائص منها تعزيز القرارات المتكاملة من خلال توزيع المياه الأمثل والاستفادة من تقاسم المياه، وكذلك جمع الدول المشاطئة على قرار واحد من خلال إنتاج الطاقة الكهرومائية، وخصائص التكامل الزراعى في استخدام المياه ووضع آلية عمل موحدة بينها.