رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس الأمن يدعو لإبقاء ميناء الحديدة مفتوحا رغم هجوم التحالف

فيتو

دعا مجلس الأمن الدولي لإبقاء ميناء الحديدة مفتوحا رغم هجوم قوات حكومة اليمن مدعوة بالتحالف العربي، ويعتمد الحوثيون خطة مضادة للحفاظ على سيطرتهم على المدينة الإستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، وسط مخاوف المدنيين.

وفي أعقاب جلسة مغلقة استمرت ساعتين بحث خلالها مجلس الأمن الدولي الوضع في اليمن، قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية للمجلس، إن الدول الخمسة عشرة الأعضاء في المجلس "متحدة في قلقها العميق إزاء المخاطر المتعلقة بالوضع الإنساني" في الحديدة.

وأضاف السفير الروسي أن الدول الأعضاء "كررت المطالبة بإبقاء ميناء الحديدة والصليف مفتوحين".

ويشكل الصليف الواقع شمال مدينة الحديدة مع ميناء الحديدة المعبرين الرئيسيين للإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى البلد الغارق في الحرب إذ تدخل عبرهما 70% من هذه المواد.

وطلبت السويد العضو غير الدائم في مجلس الأمن تعليقا فوريا للهجوم والسماح بمهلة لإجراء محادثات حول انسحاب الحوثيين من الحديدة، إلا أن دعوتها التي أيدتها فيها روسيا لم تلق آذانا صاغية من بقية أعضاء المجلس، وهذه ثاني جلسة يعقدها مجلس الأمن هذا الأسبوع حول الأزمة في اليمن، حيث يدعم تحالف عسكري تقوده السعودية حكومة هادي، في مواجهة المتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران.

وفي هذا الإطار، أفاد تقرير سري للأمم المتحدة أن المتمردين الحوثيين أطلقوا صواريخ على السعودية صنع بعض من مكوناتها في إيران، لكن دون أن يُعرف متى أُرسلت هذه الصواريخ إلى اليمن، وفي التقرير الواقع في 14 صفحة يحيط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مجلس الأمن الدولي علمًا أن شظايا خمسة صواريخ أطلقت منذ يوليو 2017 من اليمن على السعودية "لديها الخصائص الأساسية نفسها لنوع من الصواريخ معروف أنه من صنع" إيران.

ويضيف التقرير الذي تسلّمه مجلس الأمن يوم الثلاثاء الماضي أن "بعض مكونات الشظايا صنعتها الجمهورية الإسلامية في إيران" لكن لم يتضح بعد ما إذا كان نقل هذه الصواريخ قد انتهك قيودا أو عقوبات فرضتها الأمم المتحدة.

ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين، وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.

ويشكل ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات، لكن التحالف يرى فيه منطلقًا لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.

وقبيل الاجتماع، شهد محيط مطار المدينة معارك عنيفة بين القوات الحكومية المدعومة إماراتيا والمتمردين أسفرت عن مقتل 39 مقاتلا من الطرفين، بينهم 30 في صفوف المتمردين وتسعة في القوات الحكومية في اليوم الثاني من الهجوم، وذكرت مصادر عسكرية وطبية أن المعارك جرت على بعد كيلومترين عن مدخل مطار الحدودية عند المدخل الجنوبي للمدينة.

وقال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في مؤتمر صحافي في نيويورك "نحن لا نقترب من المرفأ ولا ننوي تدمير البنية التحتية، ونحن في منطقة قريبة من المطار وليس من المرفأ، والمرفأ خارج العمليات تماما اليوم".

وتواجه الأمم المتحدة صعوبات في محاولاتها تجنب تعطيل العمل بالميناء شريان الحياة الذي تصل عن طريقه المساعدات الغذائية لدولة يواجه 8.4 ملايين من سكانها خطر المجاعة.

وقال مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة، إن خمس سفن تجارية تفرغ شحناتها في الميناء، ونقل تقرير لوكالة رويترز شهادات لمدنيين يفرون من مدينة الحديدة خوفا من تصعيد القتال.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية