سر انتهاء سيطرة الإخوان والسلفيين على ساحات صلاة العيد.. نجاح الملتقى الفكري بالمساجد في رمضان حول الظاهرة وأبعادها.. قصر التراخيص على الأوقاف وأئمتها.. باحث: الجهات المعنية فرضت كلمتها
بدأت صلاة عيد الفطر، وانتهت بشكل هادئ، ودون ضبط أي محاولة إخوانية للسيطرة على ساحات الصلاة، كما هي عادة الجماعة الإرهابية على مدار عقود، نهاية بالسنوات اللاحقة لإسقاط حكم مرسي، بما يؤكد نجاح الدولة في تكبيل الجماعة، وضرب كل منافذها، التي كانت تستغلها، لتسويق أفكارها المتطرفة كل عام.
انتهاء سيطرة الإخوان والسلفيين
لم تكن الدولة، تستطع الوصول إلى هذا النجاح، دون القضاء على الدكاكين الخلفية للإخوان، ومنع إعادة نشر أفكارهم مرة أخرى، وممارسة نزواتهم في التحريض على مصر، دون مواجهتهم فكريا، بما يخدم محاصرتهم من الناحية الأمنية؛ طوال رمضان، نظمت المساجد التابعة للدولة ما يقرب من 700 ملتقى فكرى، للتحدث عن الجماعة وأخطارها، وأذرعها في الوصول للناس مرة أخرى، وعلى رأسها «ساحات العيد».
ورغم إحكام الحصار على الإخوان، حتى لا تعود للشارع من بوابة الدين مرة أخرى، خصصت وزارة الأوقاف في سياق موازِ، عددًا من الساحات والمساجد، التي يمكنها استيعاب أكبر عدد من المصلين، لغلق الأبواب أمام التيارات الأخرى من الإسلاميين، خصوصا السلفيين، الذين يريدون السيطرة على الساحات، ويحاولون بكل قوة، وضع أيديهم على تركة لا تقدر بثمن، كانت تديرها الإخوان طوال العقود الماضية.
خصصت الدولة ممثلة في "الأوقاف" 5 آلاف و450 ساحة ومسجد لصلاة عيد الفطر على مستوى الجمهورية، قابلة للزيادة على أن تتضمن كل ساحة إمامين، أحدهما أساسيًا، والآخر بنظام المكافأة، وبحسب تصريحات قيادات الوزارة، بلغ إجمالي العاملين في خدمة صلاة العيد، أكثر من 10 آلاف إمام، بخلاف 6 من عمال المساجد، تم تخصيصهم في كل ساحة كبرى، لتأمينها وتنظيفها، وتجهيزها فنيًا، من أجهزة مكبرات صوت، وفراشة وغيرها من لوازم الصلاة.
منعت الأوقاف بشكل صارم، إقامة أي ساحات لصلاة العيد، إلا في تلك التي حددتها الوزارة، ولم تسمح لأحد بإلقاء خطبة العيد سوى الأئمة المصرح لهم فقط، ومن يحالف يضع نفسه تحت طائلة القانون.
نجاح الدولة.
يرى إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الإسلام السياسي، أن نجاح الدولة في ضرب تنظيم الإخوان على جميع المستويات، السبب الرئيسي في فقدان الجماعة سيطرتها التاريخية على ساحات صلاة العيد.
وأوضح «ربيع» أن فلول الجماعة الذين لا يزالون خارج السجون، يبحثون عن طريقة مبتكرة للتواري عن الأعين، حتى لا يقعون في قبضة العدالة، لمحاسبتهم على جرائمهم، التي اشتركوا فيها على مدار السنوات الماضية، وهو سبب عدم مغامرتهم في محاولة التنمر والظهور في ساحات العيد.
وشدد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، على أن نجاح خطة الدولة في السيطرة على ساحات صلاة العيد، يتلخص في قصرها على أئمة الأوقاف، ومنع كل التيارات الدينية من استخدام الساحات في تمرير أفكارها المتطرفة، بعيدا عن الرقابة الأمنية، والمؤسسة الدينية الرسمية، كما كان سائدا في الماضي.