رئيس التحرير
عصام كامل

كعك العيد البيتي.. «العمل الجماعى لأحلى طعم» (فيديو)

فيتو

«يا كحك العيد يا احنا، يا بسكويت يا احنا، يا شرباتات في كوبايات» كلمات تراثية شعبية نجحت على مر الزمان في وصف عادات المصريين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان التي يبدأ فيها الاهتمام بإعداد الولائم والعزائم، والاتجاه إلى طقوس صناعة كحك العيد الذي تفوح رائحته من زوايا البيوت والشوارع، وتتنوع أشكاله بمناقيش معينة لينتج أذواقا متنوعة.


«كعك العيد» هو الوجه الآخر لبهجة عيد الفطر الذي يأتى عقب انتهاء شهر رمضان، فتهلل له قلوب الصغار ويشارك في إنجازه الكبار بحمل صاجاته على أكتافهم وسواعدهم ونقله لتسويته في الأفران.

الكعك البيتى:
تلعب النساء والأمهات على بند «التفنن» في توصيل رائحة الكحك المميزة إلى الجيران، ليقال عنها "ست بيت شاطرة"، ويأتى ذلك بوصفات سرية أو اتقان وتغيير شكله التقليدى؛ فيبدأ الفضول عند الآخرين بمعرفة السر في هذه الرائحة وكيفية تحضير العجين، ومكوناته التي مزجت بدقة فأنتجت هذه الرائحة.

فتتجمع الأمهات في منزل واحد ليبدأ العمل الجماعى ببهجة مصاحبة للفعل والتي تظل ذكرى تتجدد كل عام بينهم عبر الزمان؛ ويأخذ كل منهم دوره، فالبعض يبدأ في مزج العجين بمكونات من السمن والدقيق والسكر، والبعض الأخر يقطع العجين لقطع صغيرة وينقشه بنقوش متنوعة بشكل طفولى، واحدهن تضعه في الصاجات الكبيرة في أشكال دائرية أعدت بدقة.

العلب الجاهزة:

وبعد ارتفاع أسعار الدقيق والسمن وكافة مكونات الكحك والبسكويت بأنواعه، عدل معظم المصريين عن شراء الكحك الجاهز لارتفاع ثمنه، بالإضافة لتدني جودة التصنيع وعدم الدقة في إنتاجه، ليتبدل حال العائلات إلى حرصها مرة أخرى على عادة صنع الكعك في البيت، رغم ما يستلزمه ذلك من وقت كبير وجهد مضاعف، فتعم الفرحة بينهم بصناعة الكعك الصغير، الذي تحليه العجوة والملبن، قبل أن يُنثر عليه رذاذ السكر الناعم، تاركًا بهجة لا تقاوم، وذكريات جيدة، تكفى لاحتمال الجهد المبذول في صنعه.

ويظل «الكعك المنزلي»، ذو مذاق خاص، لا يضاهيه فيه التطور المصاحب للأنواع الجديدة والمتطورة في محال الحلويات المختلفة، فمذاقه الخاص يكمن في الفرحة التي يضع بصمتها جميع أفراد العائلة، ولمة الأهل والأقارب والجيران، برغم الإرهاق الذي يطول الجميع لكنه يظل العادة المحببة لديهم، وعادة لاغنى عنها.

أصل الكعك:
وتعود هذه العادة إلى العهد المصري القديم حيث كان يُعَد الكعك على أشكال دائرية وتُقَدَّم في الأعياد أو عند زيارة الموتى والقبور، ويؤكد المهتمين بدراسة تاريخ العصر الفرعونى أن عادة الكعك تعود إلى العصر الفرعونى، حتى أن المقابر الفرعونية كانت تحوى الكحك، حيث يتم وضعه مع الميت، حتى يستعين به كغذاء، في رحلته إلى العالم الآخر، وكان الكحك وقتها يصنع في قوالب منقوشة عليها عبارة «كل واشكر»، وكان يرسمونه على صورة شمس وهو الإله رع وهو الشكل البارز حتى الآن، وظلت هذه العادة تتوارث جيلا بعد جيل وعهدا بعد عهد لم يستطع أحد القضاء عليها.

الجريدة الرسمية