غارات تستهدف محيط الحديدة قبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي
واصلت طائرات التحالف وسفنه الذي تقوده السعودية قصف مواقع للحوثيين في الحديدة باليمن لليوم الثاني على التوالي، سعيًا للسيطرة على الميناء الرئيسي في اليمن في أكبر معركة في الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
أعلن الحوثيون في اليمن عن تعرض مناطق محيطة بمدينة الحديدة لغارات اليوم الخميس، شنّها التحالف العسكري بقيادة السعودية، في اليوم الثاني من الهجوم الذي بدأته القوات الموالية للحكومة اليمنية بمشاركة إماراتية للسيطرة على ميناء الحديدة.
ورغم الهجوم، بقي الميناء الذي تمر عبره غالبية المساعدات الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الفقير، مفتوحًا، بحسب ما أكد مسئول في الميناء في تصريح لوكالة فرانس برس.
وقال سكان ومسئولون في الجيش اليمني الذي يحارب جماعة أنصار الله الحوثية: إن التحالف العربي بقيادة السعودية استهدف الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بالعاصمة صنعاء في الشمال لمنع وصول أي تعزيزات للحوثيين الذين يسيطرون على المدينتين.
الأهمية الاستراتيجية
فيما قال الحوثيون على قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم إن غارتين استهدفتا مواقع في محيط مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، بينما استهدفت ثلاث غارات أخرى الجوف شمال شرق الحديدة، ولم يجب التحالف العسكري على أسئلة وكالة فرانس برس لتأكيد الغارات.
شنت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها الأربعاء بمساندة قوات إماراتية هجومًا واسعًا بهدف اقتحام مدينة الحديدة والسيطرة عليها، في أكبر عملية عسكرية تشنها هذه القوات ضد المقاتلين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.
وأعلنت الإمارات مساء الأربعاء مقتل أربعة من جنودها في اليمن، من دون تحديد تاريخ مقتلهم ومكانه، في المقابل أعلن الحوثيون عبر قناة "المسيرة" شنّ عمليات ضد القوات الموالية للحكومة في محافظة الحديدة، بينها "استهداف بارجة".
وإذا سيطر التحالف على الحديدة، الميناء الوحيد الذي يقع في قبضة الحوثيين، فسيمنحه ذلك اليد العليا في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
لكن ذلك يهدد أيضًا بقطع شريان الحياة لليمنيين الذين يعيش معظمهم في مناطق خاضعة للحوثيين، فالميناء المطل على البحر الأحمر هو المدخل الرئيسي لبضائع وسلع أساسية لليمن حيث يحتاج 22 مليون شخص مساعدات إنسانية وتهدد المجاعة 8.4 ملايين شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة التي تقول إن العدد قد يبلغ عشرة ملايين بحلول نهاية العام.
اجتماع لمجلس الأمن
من المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا مغلقًا اليوم الخميس، بناءً على طلب من بريطانيا، لبحث الهجوم، وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث: إن المنظمة الدولية تتحدث مع الجانبين لتخفيف حدة التوتر.
وتدعم الدول الغربية التحالف العربي دبلوماسيًّا، لكنها تتجنب المشاركة العلنية المباشرة في الصراع. وتبيع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أسلحة بمليارات الدولارات سنويًّا للسعودية والإمارات.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس الأربعاء إن الحكومة البريطانية تجري اتصالات منتظمة مع التحالف لضمان التزام عملياته بالقانون الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين.
ي ب/ وب (أف ب، رويترز)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل