قنصلية مصر في الكويت والتطور رغم دراما الازدحام
المشهد في قنصلية مصر في الكويت يبدو دراميًا، حتى أنه يذكرني بالازدحام في مجمع التحرير، فهي فيلا صغيرة تضج وتعج بمئات المصريين يوميًا، ووسط هذا المشهد المزدحم تجد العاملين بها يسعون لتسهيل معاملاتك ويقابلونك بابتسامة ويرشدونك إلى الأوراق المطلوبة.. العاملون بالأحوال المدنية بالقنصلية –على سبيل المثال- ما أن يشعروا أنك تعبت حتى يقوموا بمساعدتك على إنهاء أوراق المعاملات وتصويرها نيابة عنك، ولا يتركونك إلا وقد زال عنك ما كنت تشعر به من تعب.
لا أعرف حجم المعاملات اليومية التي تنفذها وتنجزها القنصلية لكنها لن تقل عن المئات يوميا.. إنجاز المعاملات في قنصلية مصر بالكويت أصبح أسرع عن ذي قبل، فالحصول على تأشيرة لزيارة مصر كان يستغرق أسبوعا على الأقل، أصبح الآن لا يستغرق ثلاثة أيام. التصديقات والتوكيلات أصبحت تأخذ وقتًا أقل.
قد يبدو الأمر عاديا أن تقوم قنصلية مصر بخدمة المصريين في الخارج، لكن ما يبدو فارقا في حالة قنصلية الكويت هو أعداد المصريين الذين تقوم القنصلية بخدمتهم أو الذين تعودوا على زيارة القنصلية.. دعونا نأخذ انتخابات الرئاسة الأخيرة نموذجا، فالمصريون بالكويت ليسوا الأكثر عددا بين دول الخليج، حيث يبلغ عدد المصريين المقيمين في الكويت نحو 500 ألف مصري.
ووفقا لتعداد سكان مصر 2017 يحتل المصريون المقيمون بالسعودية المركز الأول في الدول العربية، حيث يبلغ عددهم 2.9 مليون مصري، وتأتي الكويت في المركز الثالث بعد دولة الأردن، وبرغم ذلك احتلت الكويت المركز الأول في عدد المصريين الذين صوتوا في انتخابات الرئاسة الأخيرة.
فوفقًا للتقرير الذي نشرته الصحف، احتلت الكويت المركز الأول في عدد المصريين الذين صوتوا في انتخابات الرئاسة حيث تجاوز عدد المصريين الذين شاركوا في انتخابات الرئاسة 35 ألف ناخب، في حين بلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم في القنصلية المصرية بجدة 18 ألف مصري. وبلغ عدد المصريين الذين أدلوا بأصواتهم في قنصلية مصر بالرياض 16 ألف ناخب.
وهو ما يعني أن عدد المصريين الذي شاركوا في انتخابات الرئاسة في الكويت يفوق أعداد المشاركين في قنصليتي جدة والرياض مجتمعتين.. عدد المصريين المشاركين في الانتخابات الرئاسية يدل على علاقة المصريين المقيمين في الكويت بقنصلية مصر، فالقاعدة العامة هي أنك لن تذهب لمكان لم تتعود الذهاب إليه.
وسط الازدحام الذي يوحي لك أنك لن تحصل على ما جئت من أجله للقنصلية، تجد السفيرة "هويدا عصام" قنصل مصر العام بالكويت تخرج من مكتبها وتقف بين الناس لتشرف على سير العمل اليومي، وهي من كانت تسّهل دخول ذوي الاحتياجات الخاصة لمقر الانتخابات أثناء انتخابات الرئاسة.
ومنذ شهور قليلة قامت قنصلية مصر بالكويت بتسهيل عودة المصريين المخالفين للإقامة في دولة الكويت لمصر حيث قامت باستخراج ما يزيد على 335 وثيقة سفر لهؤلاء المخالفين دون تحميلهم أية غرامات. كما قامت السفيرة "هويدا عصام" قنصل مصر العام بالكويت بالتواصل بشكل سريع مع السلطات الكويتية في أول أبريل الماضي عندما وقع حادث تصادم نتج عن وفاة خمسة مصريين وقامت باتخاذ الإجراءات العاجلة لنقل جثامينهم للقاهرة.
تتميز قنصلية الكويت باستخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي – وبخاصة فيس بوك – بشكل أفضل من مثيلاتها. فلم يعد المصريون مضطرين للذهاب للقنصلية للسؤال عن معاملاتهم القادمة من مصر كشهادات الميلاد أو جوازات السفر، بل تقوم القنصلية بنشر أسماء من وردت معاملاتهم بشكل دوري، ويمكن لمن يرغب في التواصل مع القنصلية أن يتواصل معها عبر رسائل فيس بوك الخاصة. حتى وصل عدد المتابعين لصفحة القنصلية على فيس بوك 88 ألف حساب.
العاملون بقنصلية مصر في الكويت يبذلون مجهودا جبارا بشكل يومي، حتى أكاد أشفق عليهم من إصابتهم بصداع مزمن بسبب الازدحام، وهو الأمر الذي يدفعني للتساؤل عن مدى إمكانية نقل القنصلية لمكان أكثر رحابة، فهناك مناطق بالكويت ليست بعيدة عن المكان الموجودة به القنصلية لكنها أكثر رحابة مثل منطقة صباح السالم، فمساحة القنصلية لا تكفي لاستيعاب الأعداد التي تزورها يوميًا، كما أن زائر القنصلية سيشعر للوهلة الأولى بأن عدد العاملين الذين يعملون من خلال النوافذ في القنصلية ليس كافيًا، رغم أنهم يعملون على قدم وساق. كما أن الازدحام المتكرر بالقنصلية لا يقدم صورة جيدة - بشكل عام - أمام المتعاملين مع القنصلية من المواطنين من دولة الكويت.
هناك اقتراح يمكن أن يساعد على تسريع وتيرة العمل بالقنصلية والتيسير على المواطنين؛ المفروض أن يكون لدى القنصلية قاعدة بيانات خاصة بالمصريين المقيمين في الكويت، ويمكن في حالة وجود أرقام تليفونات المواطنين أن تدفع القنصلية بالنماذج الخاصة بالمعاملات والأوراق المطلوبة عبر تطبيق الواتس آب عبر الهواتف النقالة ثم عبر البريد الإلكتروني. هذه النماذج موجودة على فيس بوك الخاص بالقنصلية لكن القليل من المصريين يعرف ذلك.
العاملون في قنصلية مصر بالكويت في تحد يومي لإنجاز مئات المعاملات للمواطنين، وتقودهم السفيرة "هويدا عصام" قنصل مصر العام التي لم ألتق بها يوما ولكني أعرف أن مكتبها مفتوح لجميع المصريين.