للمسئولين قبل المواطنين !
أظن وليس كل الظن إثما أن ما قاله الرئيس السيسي أمس في إفطار الأسرة المصرية حول أن المعاناة والألم ضرورى لبناء الأمم العظيمة، ليس موجها فقط لعموم المواطنين الذين يتحملون منذ سنوات أعباء الإصلاح الاقتصادى، رغم أنها تفوق طاقتهم على الاحتمال.. وإنما هذا الكلام موجه أيضا وقبل المواطنين إلى كل المسئولين، كبارا وصغارا، وتحديدا إلى هؤلاء المسئولين الذين يحاولون استثناء أنفسهم من تحمل هذه الأعباء، ولا يشاركون عموم المواطنين في المعاناة والألم المصاحب لعملية إعادة بناء بلدنا.
إنها دعوة لهؤلاء المسئولين لكى يبدأوا بأنفسهم، وأن يطبقوا على أنفسهم ما يطالبون عموم المواطنين به.. فلا يصح مثلا في مثل ظروفنا الحالية أن يتحايل مسئول للحصول على بدلات هنا وهناك، أو يحاول أن يتهرب من حكم الحد الأعلى للدخول، أو يغالط في الإنفاق من الأموال العامة على ماهو ليس ضرورى، ويمكن الاستغناء عنه من سيارات وتجديد المكاتب وخلافه.
إنها دعوة لأن يكون كل مسئول قدوة للمواطنين، حتى يشجعهم على تحمل المعاناة والألم المصاحب لعملية إعادة بناء دولتنا الوطنية واقتصادها، خاصة وأنه مهما حصلنا على مساعدات من أشقاء، فإن ذلك لن يدوم ويستمر طويلا.. وبَقى أن يتم مراقبة التزام كل المسئولين، الكبار قبل الصغار، بهذه الدعوة.