رئيس التحرير
عصام كامل

خطايا عادل إمام في تجسيد دور الصحفي (فيديو)

فيتو

الزعيم عادل إمام موهبة فنية وعقلية سياسية على قدر من الذكاء جعله يتصدر شباك التذاكر على مدار 58 سنة، هي عمره الفني، وقد اشتهر بأداء الأدوار الكوميدية التي مزجت في كثير من الأفلام بالرومانسية والسياسية والقضايا الاجتماعية، بدأ حياته الفنية عام 1960، وتلك الموهبة والحنكة تؤهله لتصدر شباك التذاكر ويتربع على قمة هرم الدراما التليفزيونية.


«غلطة الشاطر بألف» لا خلاف على ذلك قطعًا، خاصة لو كان مرتكب ذلك الخطأ فنان بحجم شعبية عادل إمام، فلا بد لها من وقفة.

عدد من الشخصيات أداها الزعيم باختلاف طبائعها، من الهلفوت «عرفة مشاوير» حتى الوزير «قدري المنياوي»، مرورًا بكل طبقات وفئات المجتمع، عبر عنها الزعيم بطريقة كوميدية أو تراجيدية حتى، فجميعها لاقت ما لاقت من استحسان الجمهور، غير بعض عدم القبول في أدائه لأدوار «الأكشن» التي لم تستوعبها حتى سينمات «بوليوود» الهندية.

عادل إمام من أشد النجوم حرصًا على أن يكون متواجدًا على الساحة الدرامية ويشارك في الماراثون الرمضاني كل عام، وكانت مشاركته العام الجاري من خلال تجسيد شخصية الصحفي المُخضرم «هلال كامل»، ولم تكن شخصية الصحفي بجديدة على عادل إمام، إذ أدى نفس الشخصية مرتين ولكنها سينمائية وليست تليفزيونية.

ليلة شتاء دافئة
المرة الأولى كانت من خلال فيلم «ليلة شتاء دافئة» من إنتاج 1981، ليجانبه الصواب في أداء دور الصحفي، دائم التطاول على رئيس تحريره، المقل جدًا في الخبطات الصحفية، ولعل كان أبرز ما أخذه الجمهور على الصحفى ممدوح، الذي جسد شخصيته عادل إمام، عبارته المهينة لرئيس تحرير ومجلة عمله، وذلك من خلال مكالمة هاتفية جمعت بينه وبين رئيس التحرير، فيسب الصحفي رئيس التحرير، وما يكون للأخير غير أنه يعنفه لعدم تغطيته حدث زيارة الرئيس الأمريكي، فيرد عليه الصحفي ممدوح قائلًا: «معرفتش أقابل الرئيس الأمريكي وسألت نقيب الصحفيين لقيته مش عارف مجلتك، أعملك إيه إذا كانت مجلتك تافهة أنا الحق علي إني شغال في مجلة تافهة زي بتاعتك ماهي الصحافة لمت».

وكان من أبرز الانتقادات التي وجهت لعادل إمام أنه لا يوجد صحفي أيًا كان قدره المهني يستطيع التطاول بذلك الشكل المهين على رؤسائه في العمل، وذلك بالطبع يقاس على كل الوظائف الحكومية والخاصة.

تدور أحداث الفيلم حول عقد قران سارة (يسرا) وحبيبها محيى ثم تسافر سارة مع أبيها المقاول الكبير منير رحمى (محمود المليجي) إلى أسوان، وهناك تكتشف أن والدها لا يرغب في إتمام إجراءات الزفاف وأنه يسعى إلى تزويجها بشاب آخر لا تحبه فتهرب إلى القاهرة يبحث أبوها عنها عن طريق نشر خبر في الصحف، وخلال رحلة السفر إلى القاهرة تقابل الصحفى ممدوح (عادل إمام) وتخفى عنه حكايتها التي يعرفها بعد أن يعلن الأب عن مكافأة مالية كبيرة لمن يجدها. يتأكد ممدوح أن سارة تبادله مشاعر الحب فيتفقان على الزواج بعد أن تحاول إقناع محيي بالطلاق.


الغول
والمرة التالية التي لعب فيها الزعيم دور الصحفي كانت من خلال فيلم الغول الذي أنتج عام 1983، وتدور أحداثه حول عادل (عادل إمام) صحفي بإحدى الصحف الكبرى، مطلق. ذات مساء وفي إحدى الحانات التي يتردد عليها يرى نشأت الكاشف (حاتم ذو الفقار) ابن رجل الأعمال المعروف فهمي الكاشف (فريد شوقي) وهو يقتل عامل البار مرسي ويصيب الراقصة نادية بعد أن رفضت المبيت بشقته، ويقرر عادل إبلاغ الشرطة لكن فهمي الكاشف يتمكن بنفوذه من إبعاد التهمة عن ابنه، إلا أن عادل ينجح في الوصول إلى نادية الشاهدة الوحيدة والتي بالفعل تدلي بأقوالها، ويُقدم نشأت للمحاكمة، في حين يقع عادل في غرام مذيعة التليفزيون مشيرة (نيللي) ابنة فهمي الكاشف من زوجته القديمة، وتمر الأيام ويحين صدور حكم المحكمة الذي يصدر ببراءة نشأت، حينها يصاب عادل بالإحباط، ويقتل فهمي الكاشف بواسطة البلطة وسط رجاله.

وأبرز ما واجهته الشخصية من انتقادات أن عادل الصحفي لم يظهر طيلة الفيلم داخل مؤسسة صحفية، أو حتى يقوم بعمل تحقيق صحفي، حتى ومع أزمته مع نجل رجل الأعمال لم يستغل أدواته المهنية في الإيقاع بالجاني بل تعامل كأي مواطن عادي لا يملك من الأدوات ما تمكنه من كشف الحقيقة والبحث ورائها، فدارت أحداث الفيلم جميعها حول الشاب المحبوب من بطلة العمل ويبارز خصومه عن طريق (العضلات) _التي لم يكن يومًا مقنعا في أدائها.


عوالم خفية
وبعد نحو 35 عاما، يعود إلينا الزعيم مرة أخرى بمسلسل «عوالم خفية»، من خلال الصحفي المُخضرم «هلال كامل»، ليواجه انتقادات عديدة ولعل أبرزها كان مشهده الشهير مع وزير الصحة (بسام رجب)، ليصطدم الجمهور بالصحفي المخضرم ومدير التحرير، يزور وزير الصحة دون أن يكون على دراية باسمه، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة، خاصة بين هؤلاء العاملين في المجال الصحفي، الذي يدركون جيدًا أن أولى معايير العمل الصحفي معرفتك بالمصادر اسمًا وشكلًا، فما بالك لو كنت صحفيًا مخضرمًا وقيادي.

الأزمة الأخرى في الأريحية التي يتعامل بها هلال كامل من خلال جمع المعلومات من المصادر الرسمية وغير الرسمية، وهي أيضًا النقطة التي انتبه إليها العاملون بالمجال الصحفي، لعدم وجود قانون بمصر يتيح حرية تداول المعلومات من الأساس، فقد ظهر المشهد وكأنه من وحي خيال المؤلف أو إحدى روايات الخيال العلمي.

الجريدة الرسمية