رئيس التحرير
عصام كامل

الإمام الأكبر: الاعتقاد المجمل بالصراط والميزان لا يخرج من الإيمان

فيتو

قال فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الصراط هو طريقٌ أو جسرٌ منصوبٌ على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار، يمر عليه الأولون والآخرون، فأهل الجنة يمرون عليه ثم يخلصون منه إلى الجنة، وأهل النار يتساقطون منه في جهنم.


وأوضح أن هذا الصراط يعبره الخلائق جميعًا، الصالحون، والطالحون، والكافرون، والمؤمنون بالله، أما المؤمنون والصالحون ومن كتبت لهم النجاة فإنهم يعبرونه إلى نهايته ليدخلوا الجنة، أما العصاة والمذنبون والمنكرون لله سبحانه وتعالى، فهؤلاء كما وصفهم الحديث الشريف أن هناك كلاليب تخطفهم وتسقطهم في جهنم.

وأضاف فضيلته خلال برنامج الإمام الطيب، أن مرور الناس على الصراط يختلف باختلاف أحوالهم وأعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كراكب الإبل، ومنهم من يعدو عدوًا، ومنهم من يمشي مشيًا، ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من يخطف خطفًا ويُلقَى في جهنم، فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، وهذا حسب درجات المؤمنين وغيرهم.

وأشار إلى أن الدليل على حتمية وضرورة الإيمان بالصراط الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم "فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحدٌ إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب، مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا نعم قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو".

ولفت فضيلته، إلى أن العبادات كالحج والصيام تغفر المعاصي التي بين الإنسان وبين الله، لكن المعاصي التي تتعلق بالظلم وإهانة الآخرين وسرقتهم كل هذه معاصي مظلمة، وقد تكون مظلمة أكثر من المعاصي التي بين الإنسان وبين الله؛ ولذلك الإنسان المؤمن بالله والمسلم محاط بضوابط عديدة جدًّا لكي يأمل في النجاة من الصراط وعذاب جهنم.

واختتم فضيلة الإمام الأكبر حديثه، بأن هناك فرقًا بين الملحدين الذين ينكرون الصراط والميزان والصحف كليًّا، فهذه المسائل فرع عن الإيمان بالله، فمن لا يؤمن بالله لا يستطيع أن يؤمن بهذه الأمور، وبين الذي ينكرون حسيتها لكنه مؤمن بمضمونها ومؤمن بمعناها، فهذا مسلم مؤمن لا يخرج من الإيمان.

وأوضح أن المذهب الأشعري والمذهب المعتزلي يتفقان في إثبات معنى الصراط، لكن الأشعري يصل إلى هذا المعنى عن طريق المثال الحسي، أما المعتزلي يصل إليه عن طريق تأويل هذا المثال الحسي بأمر معنوي، وفي النهاية كل منهما يؤمن بوجوب الإيمان بالصراط.
الجريدة الرسمية