«الزر النووي».. ترسانة كوريا الشمالية بقبضة عضو بحزب العمال
ساعات قليلة تفصلنا عن لقاء القمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإجراء محادثات نووية تعتبر الأكثر أهمية منذ الحرب الباردة.
وتعتبر هذه الزيارة هي المرة الأولى للزعيم الكوري الشمالي، منذ توليه رئاسة البلاد، يبتعد فيها عن كوريا الشمالية، فقد زار كيم بكين عبر الحدود لفترة وجيزة في المنطقة المنزوعة السلاح مع كوريا الجنوبية لمقابلة رئيسها مرتين قبل سابق لكنها لم تكن تبعد كثيرًا عن كوريا الشمالية، اما سنغافورة فتعد ابعد زيارة يجريها كيم منذ تولية رئاسة البلاد.
سيطرة شخصية
بوصفه زعيمًا لدولة نووية جديدة، بدأ كيم بإعلانه للعالم بأن الزر النووي دائمًا على مكتبه، والذي تم تفسيره على أوسع نطاق على أنه إشارة إلى سيطرته الشخصية على ترسانة كوريا الشمالية النووية.
وتعد كوريا الشمالية أحدة أكثر الدول تعصبًا في العالم، وتحتفظ قيادة وتحكم بمرافقها النووية في دائرة ضيقة لا يمكن اختراقها.
كرة قدم نووية
عندما يلتقي الاثنان في سنغافورة لإجراء مفاوضات نووية عالية المخاطر، سيصاحب ترامب، كما هو المعتاد دائمًا، موظف يحمل "زر أمريكا النووي" في شكل "كرة قدم نووية" يحتوي على معدات تستخدم في الإذن بالإضراب.
أمن الترسانة
وأشار المحللون المختصين بشئون كوريا الشمالية، إلى أنه من المؤكد أن كيم وصل إلى سنغافورة دون الوثوق من أمن الترسانة النووية والقدرة على طلب استخدامها في أي وقت.
وقال اندرو أونيل خبير السياسة النووية في جامعة "جريفيث"، في كوينزلاند بأستراليا:"لا نعرف كيف تطورت قدرات الاتصالات الأمنية في كوريا الشمالية".
وأضاف أونيل: "بالنظر إلى أن معظمهم يفترضون تكوين القيادة النووية الكورية الشمالية والسيطرة والاتصالات والاستخبارات لتشجيع درجة عالية من المركزية في صنع القرار كيم، فإنه يرجح الاعتقاد بأن كيم ترك الترسانه النووية في أيدي امينه تستطيع اطلاقها إذا لزم الأمر".
مسئولون كوريون
وأشار مايكل مادن خبير قيادي في موقع 38 North على الويب، والذي يراقب كوريا الشمالية، قائلًا :"من المحتمل أن يفوض كيم السلطة لمراقبة الترسانة إلى واحد من عدد من المسئولين الكوريين الشماليين الموثوق بهم الذين مكثوا في بيونج يانج، بما في ذلك تشوي ريونج هاي أحد القادة الكبار الذين رأوا كيم في المطار وهو يغادر إلى سنغافورة.
نظام بالرموز
وتابع مادن: "يمكن أن يفوض كيم أو يوافق على ضربة صاروخية بينما هو بعيد، حسب بروتوكول خاص بالإطلاق"، مشيرًا إلى أن المسئولون الموثوقون سيحتفظون بالسيطرة على الخطوط الساخنة للاتصالات الثابتة في البلاد، ومن المحتمل وجود نظام رموز لتنشيط الأنظمة المعنية بإطلاق القذائف التسيارية لكوريا الشمالية، مشيرًا إلى أنه لا توجد سوى منشآت معينة يُمكن تفعيل هذه الاتصالات فيها.
مخاوف أمنية
قال فيبين نارانج أستاذ مساعد في برنامج الدراسات الأمنية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "العديد من الأسئلة لا تزال دون إجابة، بما في ذلك ما إذا كان لدى الكوريين الشماليين أنظمة اتصالات قوية بما يكفي للتأكد من عدم إثارة الذعر وإطلاق هجوم.
وتابع: "من غير المرجح أن يكون هيكل القيادة والسيطرة الخاص بها أثناء سفر كيم قويًا بما فيه الكفاية ليتمكن من إصدار أو إيقاف تسلسلات الإطلاق بشكل موثوق به"، مضيفًا: "يرجع ذلك إلى أن كوريا الشمالية كانت على الأرجح كونت قواتها النووية للسماح بإصدار إذن سريع من أجل التعويض عن خطر الضربة الأولى من الولايات المتحدة".