حكومتنا الجديدة!
مع بداية الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السيسي صار لنا حكومة جديدة، وهو ما كانت التوقعات تذهب إليه من قبل، وهذه الحكومة الجديدة لن تأتي لنا ببرنامج عمل جديد تماما يختلف عن برنامج عمل الحكومة التي سبقتها والتي ترأسها المهندس شريف إسماعيل..
وليس سبب ذلك أن رئيس تلك الحكومة الجديدة كان وزيرا في الحكومة السابقة، أو أن عددا من وزراء الحكومة السابقة استمروا في الحكومة الجديدة، وإنما لأن لدينا أساسا رئيس له فكره ورؤاه ومواقفه وبرنامج عمل أعلنه، فضلا عن الدولة صار لها رؤية شاملة هي روءية ٢٠٣٠ والمفروض أن تلتزم الحكومات المتعاقبة بهذه الرؤية في برامج عملها والخطط التي تعدها..
ومع ذلك كله فإن الرأي العام يأمل مع تشكيل حكومة جديدة أن يرى عملا حكوميا مختلفا عما كان من قبل، يراعى فيه تجاوز سلبيات سابقة ويقدم حلولا لشكاوى عديدة لعموم المواطنين..
الرأي العام يريد أن تكون حكومته أكثر إصغاء له ولما يقوله، وأكثر تواصلا معه تشرح له وتفسر ما تقوم به وما تصنعه وما تتخذه من قرارات، ولا تفاجئه بقراراتها وتصرفاتها، ولا تخفى عنه الحقائق، وأيضًا أن تكون أكثر تفهما لمعاناة المواطنين، وأكثر حرصا على توفير الخدمات الأساسية لهم بشكل أفضل وأيسر وأيضًا بدون المغالاة في تكلفتها، وأيضًا أكثر رفقا بهم وأكثر تقديرا لتضحياتهم من أجل إصلاح أحوال بلدهم، خاصة اقتصاديا، وكذلك تقدم هذه الحكومة وأعضاؤها المثل في تقديم التضحيات ومشاركة عموم الناس فيما يتحملونه من أعباء كبيرة.
باختصار الرأي العام يتطلع أن تكون حكومته الجديدة بمثابة بداية جديدة لبلادنا.. سواء في العمل الحكومي كله الذي يشمل عمل كل الجهاز الحكومى وليس أعضاء مجلس الوزراء فقط، أو في علاقة الحكومة مع المواطنين وأسلوب تعاملها معهم، وهذا سوف يحدث إذا راجعت الحكومة الجديدة السلبيات والأخطاء الحكومية السابقة وسعت لتجاوزها والتخلص منها..
وإذا حرصت الحكومة أن تكون أكثر إصغاء لنبض عموم الناس، وإذا صارت أكثر انفتاحا على جميع الفرقاء السياسيين، ولم تعمل بمنطق أنها وحدها هي التي تحتكر الحقيقة والصواب، وأن كل ما تفعله صحيح لا يقبل المراجعة أو التصحيح، وإذا أيضا تصرف أعضاؤها من الوزراء أنهم مكلفون بمهمة وطنية شاقة تحتاج إلى بذل كل جهد والاعتماد على الأكفاء فقط، وليسوا في موقع يرتب لهم مزايا خاصة.