دعاة الشيطان..

ما الذى يفعله بعض الدعاة بالضبط؟؟ ما الذى يدفع داعيه من هؤلاء ليبذل قصارى جهده ليثبت للجميع أن الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام كان سبابا وشتاما؟؟ ثم ينضم إليه آخرون كل همهم الدفاع عن زميلهم وبشكل عملى، أى بالسباب والشتائم ضد أولئك "المارقين"، "الخارجين" عن أصول الدين غير الفاهمين له حيث يقولون إن الرسول لم يكن سبابًا ولا شتامًا!!!!

ولماذا يبذل بعضهم جل جهدهم ليثبتوا للعالم أن الرسول قد تزوج زوجته عائشة وهى ابنة الـ8 سنوات؟؟ وعندما يتصدى باحث مرموق ليثبت- أكرر يثبت- بالأدلة الحسابية والأرقام والتواريخ والأحداث أنه عليه الصلاة والسلام تزوجها رضى الله عنها وهى ابنة الـ18 عامًا.. لا يشكرونه ويكرمونه ويحتفون به.. بل حدث العكس تمامًا.. ونال الأستاذ إسلام بحيرى الباحث الإسلامى ما ناله!!!!

وما الذى يدفع أحدهم ليثبت- خلافًا للحقيقة- أن الرسول تزوج زوجه خديجة بـ"لعبة" قام بها الاثنان على والد خديجة الذى يزعمون أنه كان يرفض هذا الزواج فأسقياه خمرا حتى راح عن الوعى... فعقدا قرانهما!!!!

وما الذى يدعو أحدهم إلى السعى إلى إثبات أن خالد بن الوليد قام بـ"سلق" مالك بن النويرة بعد قتله ثم تزوج زوجته!!!

نعلم أن خالدا قتله فعلا.. وهو ما دعا رسول الله إلى رفع يديه إلى السماء ليدعو دعاءه الأشهر: اللهم إنى أبرأ إليك مما فعل خالد! أى يبرز عدم الرضا تمامًا عن الفعل حتى قال الرواة إنه بان إبطاه من شدة توجهه إلى ربه يدعوه ويناجيه ويتبرأ إليه من فعلة خالد!! بل كانت الواقعة سببًا عند أغلب المؤرخين لعزل خالد من قيادة الجيوش بعد تولى عمر بن الخطاب مباشرة لما حمله فى قلبه من خالد بسبب تصرفه!!

أى أن الإسلام ورسوله وخلفاءه كانوا ضدها- لولا ظروف حروب المرتدين لفعل أبوبكر ما فعله عمر- فضلا عن عدم قبول رواية الـ"السلق" هذه عقلا!!
فلماذا يبذل هؤلاء مجهودهم العكسى ضد الإسلام؟؟

وإن كانوا دعاة إلى الله ويفعلون ذلك.. فماذا تركوا لدعاة الشيطان؟؟ بل ماذا يمكن أن يقدم أى داعٍ للشيطان بعد ذلك؟؟؟!!!

للأمر أسبابه...وسوف نناقشها إن شاء الله بالتفاصيل..

ولله الأمر من قبل ومن بعد..