شبح الركود يطارد الشركات العقارية.. مطور: هوجة الأسعار وزيادة المعروض وراء الأزمة.. خبير: الإسكان الفاخر الأكثر تأثرا.. ومستثمر: مشروعات العاصمة والعلمين الجديدة تنعش حركة السوق
تزداد مخاوف العاملين بالسوق العقارية من تعرض القطاع لحالة ركود خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع موجة الغلاء وارتفاع الأسعار خلال الفترة القادمة، وذلك بعد تنفيذ الحكومة لمرحلة جديدة من برنامج الإصلاح الاقتصادى وخفض دعم الطاقة، بما يعنى رفع أسعار الوقود وزيادة مدخلات ومستلزمات البناء والتشييد وهناك تكهنات كثيرة حول قدرة السوق على استيعاب الزيادات الجديدة، خاصة في ظل الارتفاعات غير المسبوقة التي شهدها القطاع منذ تحرير أسعار الصرف.
رد فعل الشركات
وتتجه الشركات العقارية لاتخاذ عدد من الإجراءات لمواجهة حالة الركود بالتوسع في المشاركة بالمعارض العقارية الخارجية سواء في دول الخليج أو حتى الدول الأوروبية، وكذلك المشاركة في المعارض العقارية بالأقاليم سواء في الدلتا أو الصعيد وعدم التركيز على القاهرة فقط بحثا عن عملاء جدد وتوسيع قاعدة العملاء بالسوق.
عروض جديدة
كما تتجه الشركات لطرح المزيد من التسهيلات والتيسيرات وعروض مختلفة لجذب شرائح جديدة من العملاء سواء زيادة فترات التقسيط لتصل 10 و12 سنة وبدون مقدمات حجز بهدف إنعاش حركة مبيعاتها، علاوة على اتجاه الشركات لبناء وحدات عقارية أصغر في المساحة مع الاعتماد على تصميمات جديدة ومبتكرة تعمل على الاستفادة من كل المساحات بالوحدة العقارية.
شبح الركود
وأكد المهندس محمد البستاني عضو غرفة التطوير العقاري أن هناك مخاوف من تعرض السوق العقارى لحالة ركود نتيجة الارتفاع الجنونى للأسعار، حيث إن هناك حالة من التخبط تشهدها الشركات العقارية.
وأضاف أنه رغم ارتفاع أسعار العقارات في مصر بشكل ملحوظ فإن معدلات الطلب على العقارات في ازدياد مستمر، وذلك يرجع إلى الارتفاع المستمر في معدلات النمو السكاني وارتفاع معدلات الزواج ونتيجة للمضاربات على أسعار الأراضي والوحدات السكنية، متوقعا أن تستمر أسعار العقارات في مصر في الزيادة خاصة مع الانخفاض المستمر لقيمة الجنيه المصري وارتفاع معدلات التضخم.
تراجع مبيعات
وتوقع خالد الشاذلي رئيس مجلس إدارة شركة التعمير والإسكان للاستثمار العقاري، إصابة السوق العقارى وخاصة شرائح الإسكان الفاخر بحالة "شبه ركود" وتراجع في المبيعات خلال الفترة المقبلة نتيجة زيادة المعروض من هذه النوعية من الوحدات العقارية.
وأضاف الشاذلي لـ "فيتو"، أن هناك زيادة بالمعروض من المشروعات العقارية وارتفاع حجم المنافسة بين الشركات العاملة بالسوق، فالأمور بالسوق العقارى لن تتغير بشكل كبير خلال العام الحالي، متوقعًا استمرار بطء معدلات الشراء والبيع بالسوق العقارية
العاصمة الإدارية
ويرى بعض الخبراء أن الأمل في نجاح مشروعات الحكومة وعلى رأسها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة في إنعاش حركة المبيعات بالسوق العقارى.
ويقول المهندس أحمد سليم رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لـ"بريكزى": إن العاصمة الإدارية وحدائق أكتوبر ستقودان الطلب خلال الفترة المقبلة، خاصة مع طرح الدولة لوحداتها في العاصمة، وتوقعات بطرح شركة طلعت مصطفى لمشروعها، إلى جانب حجم الإنجاز من قبل الدولة في البنية التحتية والمبانى الحكومية خلال وقت قصير، وهو ما حفز العملاء على الشراء، للتأكد من جدية المشروع إلى جانب انضمام عدد من كبار المطورين.
العلمين الجديدة
أضاف أن العلمين الجديدة تمثل نقلة نوعية في فكر تطوير المشروعات في الساحل الشمالى واستغلال الأراضي بشكل متكامل بدلا من المنتجعات المنتشرة على امتداد الساحل، ولا تستغل إلا شهرين في العام، رغم المبالغ الضخمة التي أنفقت على المرافق من قبل الدولة إلى جانب الاستثمارات التي ضخت من قبل المطورين.
وأردف: "إن تخفيض الشركات لمساحات الوحدات يهدف إلى استقطاب شرائح جديدة من العملاء لمشروعاتها بما يزيد معدلات البيع وإتمام تطويرها، فالطلب متزايد على الوحدات متوسطة المساحة".