رئيس التحرير
عصام كامل

عن العشق والهوى


يومًا وراء يوم .. نستيقظ على فضيحة جنسية جديدة، بطلها أو بطلاها من المشاهير أو المغمورين، وفى كثير من الأحيان يفقد هؤلاء المشاهير، إذا كانوا سياسيين، مناصبهم، ويصبح مستقبلهم غامضا، أو فى "خبر كان"، بسبب نزوات جنسية، ومعظمهم يفقد كثيرا من التقدير والاحترام الذى كان يحظى به يوما.

ويبدو أن عشق النساء والارتماء فى أحضانهن، بعيدا عن الإطار الشرعى، ليس أمرا طارئا أو مستحدثا بل إنه قديم قدم الزواج، بحسب الباحثة الكندية إليزابيث ابوت مؤلفة كتاب "تاريخ العشيقات"، الذى يتكون من 450 صفحة، ويتحدث فى هذا الموضوع اعتمادا على قصص فى التوراة والإنجيل، وقصص من الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية، ويؤكد أن اتخاذ العشيقات قديم قدم الزواج.
وبحسب الكتاب فإن "العشيقة فى ذلك الوقت كانت عبدة أو مملوكة أو خادمة أو أسيرة حرب أو كل هؤلاء مجتمعات، ولم تجرؤ عشيقة على الشكوى، ولم يكن هناك صحفيون يكشفون ما يحدث، ولم تكن للنساء حقوق مثل حقوقهن اليوم".
وأشار الكتاب إلى واحدة من أشهر النساء فى التاريخ وهى كليوباترا، التى كانت عشيقة يوليوس قيصر، ثم تحولت إلى عشيقة لحليفه، ثم منافسه مارك أنتونى.
كما أن واحدة من جدات البريطانية كاميلا باركر بولز التى كانت عشيقة الأمير شارلز، قبل أن يعلن أنه سيتزوجها، كانت عشيقة واحد من أجداد الأمير شارلز نفسه، وتحدث الكتاب بشىء من التفصيل عن مغامرات ونزوات مشاهير السياسة فى أحضان عشيقاتهم، وكيف أن منهم من ضحى بحاضره ومستقبله وحياته كلها؛ بسبب أحضان عاهرة.
فالعشق موجود منذ فجر التاريخ ولايزال باقيا حتى اليوم، وتلتهم ناره كبار القوم من قادة وسياسيين ونجوم مجتمع و أثرياء ومغمورين وفقراء، لكن سرعان ما يصيبهم الصغار، عندما تتكشف فضائحهم، ويزاح عنها الستار، وأحيانا يكون الجزاء عنيفا، إذا كان العاشق الولهان من أصحاب المناصب السياسية، مثلما حدث مع وزراء فرنسيين وبريطانيين، وأحيانا أخرى يمر الأمر مرور الكرام، مع خسائر بسيطة.
قصص العشق والهوى وسهر الليالى الحرام، لا تقتصر على الغرب دون الشرق، ولا على الساسة ورجال الحكم دون غيرهم، بل أطرافها من كل الملل والنحل، بمن فيهم رجال الدين أنفسهم، ويبقى غياب الوازع الدينى والأخلاقى سببا رئيسيا فى شيوع هذه العلاقات الآثمة؛ فالعشق مرض نفسانى، إذا قوى أثَّر فى البدن، فصار مرضا فى الجسم.
الجريدة الرسمية