السلاح والاتجار بالبشر.. أبرز مصادر العملة الأجنبية لبيونج يانج
تعيش كوريا الشمالية حالة من العزلة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تقارير عديدة أكدت أن الصين هي المتنفس الوحيد للاقتصاد الكوري.
وكشفت تقارير عدة صحف أن الصين هي التي تمد كوريا الشمالية بالعملة الصعبة، من خلال التجارة المشبوهة في السلاح والمخدرات.
الفحم
ووفقا لشبكة "يو إس نيوز آند وورد ريبورت" الإعلامية الأمريكية، تعد الصين أكبر ممول للموارد المالية الصغيرة نسبيًا لكوريا الشمالية فتحصل بكين على أكثر من 80% من التجارة الخارجية لكوريا الشمالية منها، ولديها القدرة على قطع إمدادات المواد الغذائية والطاقة عنها.
ويعتقد أن كوريا الشمالية التي تعد شريكا تجاريا للصين تجني أكبر قدر من المال من بيع ملايين الأطنان من الفحم للحكومة الصينية.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، شكلت مبيعات الفحم بكوريا الشمالية نحو ثلث الصادرات الرسمية في عام 2015، وبالإضافة للفحم، تصدر كوريا الشمالية مواد أخرى مثل الحديد والمأكولات البحرية والملابس وحتى البشر.
الاتجار بالبشر
وأشار تقرير للأمم المتحدة صدر في عام 2015 أن النظام يرسل آلاف الكوريين الشماليين عبر الحدود للعمل القسري في أماكن مثل الصين وروسيا والشرق الأوسط، ويعمل آلاف العمال من كوريا الشمالية في روسيا والصين وتحول أجورهم بالعملة الصعبة إلى بيونج يانج، ويشكل ذلك مصدرا هاما للعملة الأجنبية للدولة.
ويعتقد أن كوريا الشمالية تحتفظ بكميات كبيرة من الأموال في الصين أيضا، مما يمكن كيم من التهرب من العقوبات المالية المفروضة على بلاده بسهولة أكبر.
صفقات السلاح
ومن المصادر الأخرى للمال الذي تعتمد عليه كوريا الشمالية هي صفقات الأسلحة، ووفقًا لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، تبرم كوريا الشمالية صفقات بيع أسلحة مع دول أفريقية، وقامت كوريا الشمالية ببناء مصانع أسلحة في عدة دول أفريقية من ضمنها مدغشقر وإثيوبيا، بينما باعت خطوط تصنيع صواريخ باليستية لليبيا، وذلك حسبما تناقلته الشبكة ناسبة اكتشافاتها لتقرير من معهد دراسات أمنية.
كما كشف تقرير للأمم المتحدة صدر في عام 2016 أن بيونج يانج تشحن مواد مرتبطة بصواريخ بالستية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
الجرائم الإلكترونية
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن كوريا الشمالية نجحت في سرقة مئات الملايين من الدولارات عبر الجرائم الإلكترونية لكوريا الشمالية، والتي تعد مرافقة في الدولة التي تمنع مواطنيها من الوصول للتكنولوجيا.
وأشارت صحيفة “ذا صن” أن المواطنين لا يستطيعون الوصول إلا لنسخة مخففة من شبكة الإنترنت تضم في أغلبها مواقع تخدم بروباجندا الدولة ولا تزال تعتمد على الطلب الهاتفي من أجل الدخول للشبكة، لذلك تعد الهجمات الإلكترونية أمرًا معقدًا.
ووفقًا لشبكة "سي إن إن"، تم ربط كوريا الشمالية بقرصنة مؤسسات مالية في 18 دولة، من ضمنها مؤسسة مالية كبرى في بنجلاديش.
الاتجار في المخدرات
أيضا تحدثت العديد من التقارير عن أن حكومة كوريا الشمالية تروج للمخدرات والتي عادة ما تباع في الأزقة وغرف نوم الطلاب الجامعيين.
وأفادت صحيفة "ديلي بيست" البريطانية، أن حكومة كوريا الشمالية تتاجر بكميات كبيرة من منشط الميثامفيتامين الكريستالي لزيادة تدفق العملة الأجنبية لصندوقها المالي، وكثيرا ما تقوم بتهريب المخدرات عبر الحدود إلى منطقة شمال شرق الصين.
مطاعم كوريا الشمالية
كوريا الشمالية تدير أيضا سلسلة مطاعم تقدر بالعشرات، وهي مصدر دخل لنظام الحكم، إذ يستخدمها في دعم سفارات كوريا الشمالية في الدول التي توجد بها فروع لهذه المطاعم، وكذلك وسيلة لغسيل الأموال التي تحصل عليها السلطة بطرق غير مشروعة دوليا.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" فإن مطاعم كوريا الشمالية تعد إحدى أشكال القوة الناعمة، وتروج لكوريا الشمالية في جميع أنحاء العالم، إلا أن هدفها المباشر هو توفير النقد الأجنبي.