نفسنا قصير!
عندما يحدث خطأ كبير أو مشكلة حادة نهتم بشدة وحماس لإصلاح هذا الخطأ ومواجهة هذه المشكلة وعلاجها.. لكن بمرور الوقت سرعان ما يفتر الحماس وننسى فداحة الخطا وصعوبة المشكلة وحدتها، ليتكرر ذات الخطأ وتعود ذات المشكلة مجددا.. هذا هو أحد عيوبنا التي نعانى منها.. ومن يريد التأكد من ذلك عليه أن يسترجع فقط حماسنا الذي فتر بخصوص العديد من القضايا والأمور التي كان حماسنا كبيرا للتصدى لها وآخرها ما حدث قبل أسابيع قليلة في القاهرة الجديدة، الذي لم يعد أحد يتذكره الآن.
لذلك أتمنى ألا يتراجع اهتمامنا ويفتر حماسنا الذي تجدد مؤخرا بإصلاح أحوال صحافتنا وعلاج ما تعانيه من أمراض للأسف صارت مزمنة.. أن تأخير الحل وتأجيل العلاج من شأنه زيادة حدة المشكلة وتفاقم المرض.. كما أن العلاج لن يتم بين يوم وليلة، وإنما يحتاج لوقت ليس بالقصير.. لقد أجلنا عمل الأمس إلى اليوم ولم تكن النتائج طيبة..
وتأجيل عمل اليوم إلى الغد سوف يجعلنا نحصد ذات النتائج غير الطيبة.. أي زيادة حدة الأمراض التي تعانى منها صحافتنا وتفاقم المشكلات التي تمسك برقبة صاحبة الجلالة.
لقد وصل حماسنا إلى ذروته أكثر من مرة خلال السنوات الماضية لمواجهة مشكلات صحافتنا وعلاج كل أمراضها المزمنة ثم فتر بمرور الوقت هذا الحماس.. وأرجو ألا يحدث ذات الشىء الآن.. أو بالأصح أرجو أن نتخلص من عادة فتور الحماس التي ضيعت علينا فرصة العلاج الحاسم لكل متاعب وأوجاع وأمراض صحافتنا.