رئيس التحرير
عصام كامل

جماعة تفكر بنصفها السفلى


الكبت الجنسى الذى عاناه معظم قيادات جماعة الإخوان فى فترات سجنهم المتعددة ينعكس على تصريحاتهم وأفعالهم، إنهم يفكرون طبقا لاحتياجات ورغبات نصفهم الأسفل من أجسادهم، كل شيء يفسرونه ويتحدثون عنه مرتبط ارتباطا وثيقا بهذه المنطقة التى لا يفكر بها العقلاء والحكماء.
زوجة أحد الضباط الثلاثة المختطفين من سيناء، مثل معظم الزوجات المصريات، تحفظ شرف زوجها فى وجوده وأثناء سفره، ترعى الله فيه وفى أولادهما، تحاول تحقيق المعادلة الصعبة بين راتب زوجها المحدود وطلبات البيت التى لا تنتهي، وتنجح كثيرا فى مهمتها، رغم عوارض وطوارئ المرض المفاجئ لأحد الأبناء أو الزوج, وعندما يحين يوم عيد ميلاد زوجها فهى تعد كيكة بمنزلها لتحتفل بزوجها وتضفى السعادة على أولادهما، وسط أجواء مرحة وإنسانية رائعة، حتى فى مناسبة نجاح ابن أو ابنة فالأم تغمر الابن بفيض حنانها ودعائها، وتتخذ من ابنتها صديقة لها، تشاركها أحلامها وطموحاتها وآمالها، وسط مشاعر إنسانية عميقة.
هل ذكرنا كلمة مشاعر جنسية ورغبات شهوانية فى السياق السابق؟ بالطبع لا، وهكذا يفكر الأسوياء والعقلاء والحكماء، بل أى شخص طبيعي.
لكن أن تبذل زوجات ضباط الشرطة المختطفين من سيناء جهودا مضنية للبحث عن أزواجهن، ويتعرضن للمخاطر والتهديدات بالقتل واختطاف الأولاد ويصبرن ويحاولن مئات المرات لإعادة الأزواج، فهذا ليس بحثا عن الجنس، لكنها العشرة والعلاقات الإنسانية العميقة، وهذه لا يفهمها أحد من جماعة الإخوان، لدرجة رد الرئيس مرسى على زوجة أحد الضباط بقوله: يمكننى إصدار قرار جمهورى باعتبار زوجك مفقودا لكى تتمكنين من الزواج .
فهل هذه الزوجة تفكر فقط بنصفها السفلي؟
كلا وألف كلا، إنها أرقى منهم جميعا، من كبيرهم لصغيرهم، هى تفكر بإنسانية رائعة، كإنسانة نبيلة ذات مشاعر وأحاسيس راقية، تفكر بقلبها وعقلها، لا تشغلها العلاقة الجنسية مع زوجها قدر انشغالها بعواطفه تجاهها وحبه لها ولأولادهما .
إذا توقفت الجماعة عن التفكير بنصفها السفلى سوف تتقدم مصر، بدلا من الخيبة القوية والوكسة التى نعيشها الآن، لعلهم يفلحون.

الجريدة الرسمية