غنى.. من ملك لسانه
يقولون إن الغنى غنى المال لأنه يسعد صاحبه ويمنعه عن السؤال والحاجة للغير، وأن المال كفيل بإشباع حاجاته المتجددة ولكن كلما زاد غنى الفرد زادت أحماله وهمومه وطمع الآخرين به حتى يفقد من جمال الحياة مشاعرها ويصبح بين الناس كمن يركض ركض الوحوش فى البرية لا يعلم من أين يأتى عليه الخطر .
إذ إن الاستمتاع بالحياة ليس القدرة على الاستحواذ والاقتناء بقدر ما هو الأمل نحو شيء يتحقق يومًا بعد يوم ومحبة دون سبب ودعمًا من الآخرين دون مصالح تذكر.
سألت أحد نجوم الكوميديا المشهورين كيف ترى السعادة قال: " أنا نسيتها من زمن بعيد، إننا نسعد الناس ونرسم البسمة على وجوههم ولكن القلوب تدمع دمًا " فوجئت بالإجابة التى لم أكن أتوقعها فهؤلاء النجوم هم منبع سعادة الآخرين ومصدر بهجتهم وبسمتهم هى المحفزة للبسمات والضحكات التى تتعالى فى المسارح والأعمال السينمائية إلا أننى صدمت .
لم تكن يومًا المظاهر حقيقة وإنما تخفى بداخلها قصصًا من الألم ومسلسلات تراجيدية غير سارة ومواقف تبعث على الحزن .. فكما قال عندما يختلى الإنسان بنفسه ويرتاح لديهم يمر شريط الماضى سريعًا وما يتبقى لهم ولأسرهم هو الحزن العميق المزمن .
من الغنى ؟
الغنى لم يكن غنى المال فكم من مال أفسد حياة صاحبه ولعل ما يحدث من حالات انتحار فى الدول الغنية هى لأفراد أشبعوا كل حاجاتهم وفقدوا الأمل فى الغد وانتهت الآمال وانتصر الشر داخل أنفسهم فأنهوا حياتهم بأيديهم وبإرادتهم .
من ملك لسانه ملك حياته ومن فقد لسانه فقد كل شيء فكم من أبكم ملك من التعبير الكثير دون أن يدرى .. وكم من لديه لسان آذى به الكثير أيضًا دون أن يدرى وإنما السعادة والغنى هى سعادة الإدراك والقناعة والرضا وغنى النفس عما لا يليق بها وهو غنى التعبير وإظهار ما يليق للآخرين من احترام وتقدير فمن يحترم يحترم نفسه ومن يقدر فهو يقدر ماضيه وحاضره ومستقبله فسبب سعادة أو تعاسة الفرد فى النهاية هو لسانه وهو أساس ما يجزى عليه الإنسان فى الدنيا والآخرة .
من ملك لسانه ملك حياته ومن فقد لسانه فقد كل شيء فكم من أبكم ملك من التعبير الكثير دون أن يدرى .. وكم من لديه لسان آذى به الكثير أيضًا دون أن يدرى وإنما السعادة والغنى هى سعادة الإدراك والقناعة والرضا وغنى النفس عما لا يليق بها وهو غنى التعبير وإظهار ما يليق للآخرين من احترام وتقدير فمن يحترم يحترم نفسه ومن يقدر فهو يقدر ماضيه وحاضره ومستقبله فسبب سعادة أو تعاسة الفرد فى النهاية هو لسانه وهو أساس ما يجزى عليه الإنسان فى الدنيا والآخرة .