رئيس التحرير
عصام كامل

ليلى عز العرب.. رحلة «الهانم» من مكاتب البنوك إلى أضواء «البلاتوهات» (صور)

فيتو

سنوات طويلة قضتها في عالم البنوك والشركات، حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد، وكانت تعيش في حالة استقرار مهنى ومالى، ولكن ثمة عشق للفن منذ طفولتها لم تتمكن المناصب المرموقة والسنوات التي مرت أن تمحيه، عشق جعلها تثبت صحة مقولة أن "الأوان لا يفوت أبدًا"، وأن الوقت دومًا متاح لتحقيق الأمنيات، وأن العمر ما هو إلا عائق وهمي للكسالى المدعين، أما الصادقين المحبين لما يرغبون، يستغلون كل فرصة لتحقيق ما يحبون، وأثبتت السنوات، أنها كانت محبة صادقة، موهوبة بالفطرة، ولا تزال حتى بعد 9 سنوات منذ دخولها عالم الفن "على كبر" بئر لم ينضب بعد، ويبدو أنه لن ينضب.. إنها "الهانم" ليلي عز العرب.


مرحلة التجارب

تحكى الفنانة ليلي عز العرب لـ"فيتو" عن سر اقتحامها عالم الفن والتمثيل في سن متأخرة، والدافع الذي جعلها تتخذ خطوة جريئة قد لا يفهمها الكثيرون، وتقول: "التمثيل كانت رغبة جوايا نفسي أحققها من زمان بس الظروف منعتنى ووجهتنى لمسار مهنى تانى، ولما لقيت نفسي قربت على سن المعاش ولأنى مش بحب أقعد في البيت قررت أجرب نفسي في التمثيل".

كانت البداية "كورس" في قصر السينما، ومن بعدها مكاتب الـ"Casting"، ومن ثم تجربة الوقوف أمام الكاميرا في مشهد أو اثنين سواء كان صامتًا أو حتى بكلمة، كان هذا القرار صادمًا لكل من حولها من أسرتها وأصدقائها، لم يشجعها أحدًا في البدية على الإقدام على هذه الخطوة، وبالرغم من أن تجاربها الأولى كلها كانت في أدوار صغيرة إلا أنها تراها وتقيمها بأنها "ثرية جدًا"، وعنها تقول: "يكفى إنى طلعت في مشهد مع يوسف شاهين في فيلم إسكندرية نيويورك، وده شرف ناس كتير ما قدرتش تنوله".

الاحتراف

بعد مرحلة من التجارب، توقفت "الهانم" تمامًا لمدة 7 سنوات، ابتعدت فيها عن عالمها الذي تعشقه وتجد فيه نفسها، حتى جاءتها فرصة أعادتها إليه وكانت بمثابة "نقلة" في حياتها الفنية وهو"فيلم 1000 مبروك" الذي قدمت من خلاله دور والدة أحمد حلمى، وتعتبره عملًا فنيًا متكامًلا وحققت من خلاله نجاحًا مشهودًا، تواصل بعد ذلك في مسلسل "الكبير أوى" من خلال شخصية "سامانثا" الأم الأجنبية للكبير، وحينما وجدت أن كلا التجربتين كان النجاح مصيرهما اتخذت ليلي قرارًا بالاحتراف، وكانت كلما حققت نجاحًا كلما ازداد يقين من حولها أنها كانت "صح" منذ البداية.

قرار جريء

ليس من السهل أبدًا أن يتخذ الإنسان قرارًا بتحويل مساره المهنى الذي اعتاد عليه لعقود طويلة، وتبديل نمط حياته، بل أن قليلين في هذه الحياة يمتلكون شجاعة اتخاذ مثل هذا القرار الجريء، وكانت ليلي عز العرب من ضمنهم، وبطبيعة الحال كان هناك فارق كبير بين عالم البنوك والشركات وعالم الفن، وهذا ما أكدته ليلي عز العرب، وكان أكثر ما عانت منه السيدة التي اعتادت الالتزام بمواعيد عمل محددة في عالمها الأول هو عدم النظام الذي يحكم عالم الفن، وعنه تقول "مفيش مواعيد.. وده ما زال بيمثل ليا انقلاب وبالرغم من مرور 9 سنين إلا إنى لسه مش قادرة أتعود عليه.. وبجد نفسي يكون في إدارة جيدة في الفن للوقت.. ده كان موجود زمان، كل الفنانين كانوا بيشتغلوا 8 ساعات، ولما زادت بقت 12، دلوقتي ممكن ندخل في 18 و24 ساعة أحيانًا، وده بيبقي مرهق جدًا، بس في الآخر لما العمل بيطلع حلو بنسي الإرهاق".

سجن السيدة الأرستقراطية 

منذ بداياتها وملامح ليلي عز العرب وشكلها وطريقة كلامها دفعت المخرجين لاعتبارها الاختيار الأمثل لتجسيد شخصية السيدة الأرستقراطية، سجنت كثيرًا في هذا القالب، ولكنها في الأخير تمردت عليه وخرجت من هذا السجن الذي تقول عن تحررها منه: "أنا ما صدقت خلصت منه.. أنا مش داخلة الفن عشان أمثل حاجة واحدة.. والحمد لله خلاص كل أدوارى بقت متنوعة".

لا ترى "ليلي عز العرب" أن الزمن عائقًا أبدًا، وتؤمن أنها يمكنها تقديم كل ما تتمنى من أدوار في أي وقت، وكما تريد، وبالرغم من أن تاريخها الفنى القصير إلا أنه ثرى وعامر بأدوار كثيرة في أعمال عدة، ولكن يظل هناك دورًا وشخصية تتمنى أن تجسدها، "نفسي أمثل ست بلدى في حارة زى اللى بيقعدوا وقدامهم نصبة عليها حلويات وبيبيعوا في الشارع".

رمضان 2018

مع تتابع السنوات، وتوالى مواسم دراما رمضان، تترك ليلي عز العرب بصمة خاصة بها، من خلال الشخصيات التي تقدمها، ولم يكن موسم رمضان 2018 استثناء للتأكيد على موهبتها التي لا تنضب، فقد ظهرت ليلي عز العرب في 3 أعمال تُعرض على الشاشات في رمضان الجارى من خلال 3 شخصيات، عزة في "بالحجم العائلى"، ماجدة في "ليالي أوجيني"، وافتخار في "أرض النفاق"، فهى تجد في تقديم شخصيات مختلفة في أعمال عدة "متعة"، وعن هذا تقول: "أنا بحب أعمل كده عشان أحس إنى عيشت 3 شخصيات مختلفة في نفس الوقت وبيحقق ليا حاجة جوايا وده اللى أنا بحبه في التمثيل"، وكعادتها كانت مختلفة في أعمالها الثلاثة تمام الإختلاف.

وعن "ماجدة" السيدة المتسلطة المتحكمة، تحكى ليلي": "الدور عامل ضجة الحمد لله، والفضل الأول والأخير لنجاح الشخصية دى يرجع للمخرج هانى خليفة، لأنه بيعرف يطلع من الممثل اللى حتى ما يقدرش عليه، طبعًا ده غير إن عناصر العمل الفنى كله كانت متكاملة سواء الملابس أو الديكور أو التصوير"، وعن أداء هذه الشخصية بهذا الإبداع الذي جعلها حديث مواقع التواصل الإجتماعى أكدت ليلي أنها لم تحضر لهذه الشخصية ولا تحضر لأى شخصية تقدمها: "ما بعملش حاجة بروح اللوكيشن وبدخل أمثل على طول".


أما شخصية "عزة" في "بالحجم العائلى"، فهي الأقرب إلى ليلي عز العرب، فهى "ست عادية"، ولكنها لا تشبهها في أنها "مستكينة"، فهي لم تتصف يومًا بهذه الصفة، أما مسلسل "أرض النفاق" فعبرت ليلي عن حزنها لأنه لم يأخذ حقه في العرض على الجمهور المصري، ولكن عزائها أنه سيُعرض بعد رمضان، وسيحقق نجاح لأنه من وجهة نظرها "قصة حلوة ومعالجة السيناريو جميلة ودور هنيدي جميل، وأنا حبيت شخصيتي في المسلسل وهي ماكانتش في الفيلم أو الرواية بالرغم إنى مش مهتمة أوى بقصة المقارنة لأن كل حد بيسيب بصمته على الشخصية اللى بيقدمها حتى لو كان حد قدمها قبل كده".

التمثيل مع الكبار

"كنت سعيدة".. هكذا كان شعور "الهانم" حينما شاركت مع الدكتور يحيي الفخرانى في مسلسل "بالحجم العائلى"، فهو من وجهة نظرها "تاريخ"، وهناك كثير من الفنانين الكبار الذين تتمنى ليلي أن تقف أمامهم، على رأسهم محمود حميدة، وكريم عبد العزيز، وغيرهم، وكان رشدى أباظة هو اختيارها الأول وبلا تردد إن منحها القدر فرصة العودة إلى زمن الفن الجميل لاختيار ممثل ترغب في الوقوف أمامه.

لم تكتفِ "ليلي عز العرب" بالتمثيل، بل سعت لتحقيق كل ما تتمناه نفسها، ولأنها تحب أن تكون مذيعة، خاضت التجربة بالفعل من خلال برنامج "3 × 1"، ولم تترد في خوض هذه التجربة لأنها تحب دومًا أن تقول كلمة مفيدة.

أمنيات
"أتمنى يكون في عمل من بطولتى أو من بطولة حد من الممثلين الكبار".. كانت هذه أمنية من أمنيات "ليلي عز العرب" العديدة والتي لا ترى فيها عيبًا، فهى تؤمن من وجهة نظرها أن "الممثلين الكبار" لديهم خبرات متراكمة تجعل أدائهم أكثر نضجًا، وتشعر أنها لم تحقق ذاتها على مستوى الفن بعد، وعن هذا تقول: "ما أعتقدش إن في أي فنان بيحس إنه حقق ذاته في الفن ودايمًا بيحس إن لسه في كتير ممكن يقدمه"، وتؤكد "الهانم" أنها لن تعتزل إلا إذا تعرضت صحتها لسوء، أو أن نتهى عمرها، كما أنها تتمنى "الصحة والستر" وأن يستمر حب الجمهور لها، فهذا الحب هو "الجايزة" الحقيقة بالنسبة لها.
الجريدة الرسمية