رئيس التحرير
عصام كامل

العريان ونتنياهو والقرضاوى وأوباما قادة الثورة السورية


للدكتور عصام العريان، طلة لا تضاهيها إلا طلة مرشده وهو دائم الإطلال بما ينضح به عقله الساكن فى مساحة لا تزيد على مساحة الزنازين التى زارها أو التى احتوته، بدءًا من إطلالته حول عودة اليهود وحتى أمس القريب عندما قال سيادته: ستفشل كل مؤامرات الأعداء والمتآمرين على الثورة السورية، ولا أظن أنه يعتبر الريس مرسى الذى وطد علاقته فجأة بالنظام السورى من بين المتآمرين.


وللإخوان مذاهب فى دعم الثورات، فهم الداعمون لأى ثورة يشاركهم فيها الإسرائيليون أو رفاقهم على الدرب فى البيت الأبيض، فالثورة السورية التى يدعمها عريان وآخرون من أمثال الشيخ يوسف القرضاوى إنما تدعمها تل أبيب بالطائرات وتلوح أمريكا بالتدخل من أجل دعمها بالسلاح، وبالتالى لن يكون غريبًا أو عجيبًا أن ترى الثوار من الإخوان وقد جاوروا أصدقاءهم فى تل أبيب وواشنطن يحتفلون بسقوط سوريا فى القريب.

والعريان الذى يتحدث عن ثورة مدعومة بطائرات إسرائيلية يتفق مع أستاذهم ومعلمهم الأكبر الدكتور يوسف القرضاوى، الذى طالب أمريكا قبل يومين بأن تقف «وقفة رجولة لله» فى سوريا كما وقفت «وقفة رجولة» فى ليبيا.. ووقفة الرجولة الأمريكية فى ليبيا هى التى خلفت من ورائها مئات الآلاف من المطاريد الليبيين فى أوربا ومصر وتونس والجزائر.

ووقفة الرجولة الأمريكية على حد وصف الشيخ الطاعن فى السن ستأتى نصرة لدين الله، ودين الله الذى يتحدث عنه الشيخ والجماعة التى كان ينتمى إليها ولايزال ينتمى إليها العريان ليس هو الدين الذى تعرفونه أو نعرفه نحن العامة، فالإخوان وحدهم من يعرفون دين الله.

دين الله الذى سينصره أوباما ويناصره نتنياهو وتدعمه طائرات تل أبيب وتحرسه بوارج العم سام، ودليلى أن القرضاوى قال متعجبا إن الأمريكان يخشون انتصار الثوار فى سوريا فيتوجهون إلى إسرائيل ولا نعرف من الذى قال لهم هذا الكلام، أى أن الشيخ الإخوانى يطمئن الأمريكان تحت شعار «اسقطوا سوريا وسوف نضمن لكم أمن إسرائيل».

هل رأيتم ثورة مباركة مثل ثورة يقودها إخوان وجناحاها طائرات إسرائيلية تقصف ريف دمشق وبوارج أمريكية تهدد بين لحظة وأخرى بصب النار فوق شعبنا فى سوريا؟ هل رأيتم مثل هذا الزيف ومثل تلك الخيانة؟ هل رأيتم شيخا معمما يطالب الأمريكان بنصرة الله فى سوريا؟ وهل رأيتم مثل هذا الانحطاط؟

لقد قال العريان كلمته صبيحة غارة الطائرات الإسرائيلية على ريف دمشق، وقال القرضاوى كلامه من وطنه الذى منحه الجنسية وطنه الجديد قطر وما أدراك ما قطر.. تصوروا القرضاوى والعريان وأوباما ونتنياهو والدوحة هم من يدعمون الثورة السورية.. ألا ترون أن الشهامة قد رحلت وأن الخجل قد اندثر ولله ما أعطى ولله ما أخذ.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الجريدة الرسمية