رئيس التحرير
عصام كامل

«جوهرة الكنيسة».. رسائل البابا تواضروس للرهبان

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

يعرف المتابع لأحاديث قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عشقه لـ«الرهبنة»، دائمًا ما يؤكد أنها أحد ركائز الكنيسة، إذا استدعى الحديث عن الحياة الرهبانية في مصر.


يصف البابا تواضروس الرهبنة بأنها «جوهرة الكنيسة»، خاصة أنها انطلقت من مصر إلى العالم أجمع، حيث إن أول الرهبان كان شابًا مصريًّا يدعى «الأنبا أنطونيوس».

ويرى البطريرك أن للرهبنة نمط حياة له سمات خاصة؛ لذا حرص في عظته الأخيرة أن يبعث بعدد من الرسائل لشعب الكنيسة أولاً، ثم لرهبان الأديرة المنتشرة في جميع ربوع مصر، ويقدر عددها بالمئات، منها العامرة والتي توجد بها حياة رهبانية، وأخرى مندثرة أي مجرد أطلال موجودة في مواقع كثيرة.

أكد البابا أن الرهبنة تعني «رهبنة الكفن»، أي الموت التام عن العالم، خاصةً أن الحياة الرهبانية في الأديرة تبدأ بالصلاة مثل الصلاة على الأموات.

أراد البطريرك أيضًا تأكيد أن الراهب يجب أن يصوم عن العالم، وينحي ذاته تمامًا، تجنبًا للمتاعب، مستشهدًا بقول السيد المسيح «إن أراد أحد أن يتبعني فلينكر ذاته»، وأن يضع الراهب «السماء» أمامه دائمًا، معبرًا عن ذلك بقوله «الرهبنة حنين واشتياق للسماء».

وكان البابا حريصًا على تأكيد أن حديثه موجه للجميع بصفة عامة وليس للرهبان وحدهم، ليضع شعب الكنيسة أمام مسؤولية عدم جلب المتاعب للراهب أو الراهبة، أو يكون سبب إفساد الحياة الرهبانية.

وحذر البطريرك الرهبان من الدوائر الحياتية التي قد تكسر الحياة الرهبانية، والمتمثله في «الذات»، والرغبة الإنسانية في التحكم، والميل إلى السلطة، والدوران المستمر حول نفسه.

كما وضع الرهبان أمام مسؤوليتهم في عدم «التملك»، خاصة «المال»، وأبرز أن المال والثروات المادية هي أصل الصراع الدائر في العالم، مستشهدًا بالآية «محبة المال أصل كل الشرور».

ومن الأمور التي تكسر الرهبنة أيضًا، كما جاء في حديث البابا تواضروس- «الجسد» وشهواته.

استعرض البابا تواضروس الأمراض التي تصيب الحياة الرهبانية، لكن أيضًا وضع الحل، أولها «الطاعة»، التي تكسر «الذات»، مؤكدًا أن الراهب يجب أن يتمتع بالطاعة الكاملة والقلبية، «الاعتراف بالخطأ»، هي ثاني الحلول التي قال البابا إنها تقي من الأمراض التي قد تصيب الراهب.

أراد البابا تواضروس أن يحذر الرهبان من خطورة «المال»، عندما قال إنه «يكسر ندر الرهبنة»، لكن «الفقر الاختياري»، هو الذي يقي من حب التملك، كما بعث برسالة مهمة وهي «العفة والتبتل»، مشددًا على أن الرهبان اختاروا هذه الحياة، دون أن يجبروا عليها، وهذا الاختيار ليس عداوة لأى شيء مثل الزواج أو تكوين أسرة ولكن طريقًا للتفرغ لعبادة الله، مشيرًا إلى أن «العفة» هي الأساس في محاربة «الجسد» وشهواته.

رسالة أخرى أراد البابا تواضروس إرسالها من خلال عظته وهي أن «الرهبنة» جامعات روحية متخصصة في الصلاة، وعملها الرئيسي هو «الصلاة»، التي هي العمود الفقري للحياة الرهبانية.

واختتم قداسة البابا تواضروس حديثه قائلاً «الرهبنة جوهرة الكنيسة»، ويجب الحفاظ عليها، وعلى حياة الرهبان، دون أن نفسدها، من أجل مزيد من العمق للكنيسة.
الجريدة الرسمية