رئيس التحرير
عصام كامل

«الدم بقى ميه».. تاجر مخدرات يقتل أخته بسبب إدمانها للهيروين.. المجني عليها تطلب من أخيها 700 جنيه لشراء «الكيف».. الأخ يُهشم رأس شقيقته حتى فارقت الحياة.. والجيران يتحفظون على الم

فيتو

بدلًا من أن يكون لها الأخ الأكبر الذي يشملها برعايته ومودته، كان سَوطها الذي جلدها بسبب إدمانه المخدرات بل وإتجاره بها، فضلًا عن الفقر والعوز اللذين نحلا جسدهما، وبدلًا من أن تكون له الأخت رقيقة المشاعر إلا أنها أدمنت الهيروين وأصبحت كأنها قطعة من القماش البالية، وانتهت حياتها بقتلها على يد شقيقها المدمن والتاجر.


محقق «فيتو» انتقل إلى مكان الواقعة، واستمع إلى تفاصيلها التي يرويها بعض شهود العيان.

المشهد الأول
يعيش الأخ في كوخ صغير ليس به إلا منضدة صغيرة عليها ما عليها من القاذورات وسرير ودورة مياه ليست آدمية بالمرة، وذلك برفقة زوجته، لا يعرفه الجيران معرفة كاملة، إلا ما يردده البعض أن له نشاطًا مشبوها في تجارة المخدرات، تجارة صغيرة بالكاد تعينه على قضاء حوائج بيته -من الحرام- وفي إحدى الليالي وكما هو معتاد كان يقيم سهرة حمراء مع رفقاء السوء، وفجأة دخلت عليه شقيقته، التي انتقلت للعيش معه منذ شهرين فقط ولا يعرف أحد من أين جائت وأين كانت تعيش.

المشهد الثاني
«عايزة 700 جنيه علشان أشتري هيروين».. كلمات قالتها الأخت ووقعت كالصاعقة على رأس أخيها –تاجر المخدرات- فأخذ ينظر لرفقاء السوء وقفز من مكانه ودار هذا الحوار بين الأخ وأخته:

الأخ: اطلعي من دماغي دلوقت عايز أكمل السهرة ومتضعيش الحجرين
الأخت وهي تترنح يمينا ويسارًا: بقولك تعبانة وعايزة 700 جنيه علشان أشتري هيروين والتاجر رفض يبيع ليا المرة اللي فاتت وقالي لازم تسددي إلا عليكي وإلا تعالي قضي معايا ليلة.
الأخ تحت تأثير المخدر وغاضبا: انتي من امتى وانتي بتشربي مخدرات

وأخذ الأخ يمسك برأس أخته ويرجه يمينًا ويسارًا حتى فقدت وعيها تمام وسقطت على الأرض، وتحت تأثير المخدر أمسك "المتهم" بقطعة حديدية وأخذ يُهشِّم رأس أخته حتى سالت الدماء من رأسها وفارقت الحياة.

المشهد الثالث
سمع الجيران أصوات المشادات عالية واستغاثة الفتاة، فأسرعوا إلى الكوخ لإنقاذ الفتاة من بطش شقيقها إلا أن القدر كان أسرع ونفذ حكم الله وفارقت الحياة، وفرَّ أصدقاء السوء هاربين، ويبدوا أن الأخ استعاد بعضا من وعيه وأخذ يردد بكلمات ثقيلة على لسانه قائلا وهو يجهش بالبكاء: "مقصدتش أقتلها.. مقصدتش أقتلها.. دي أختى أقتلها إزاي!".

وتحفظ الجيران على القاتل وأبلغوا الشرطة التي حضرت على الفور وكان هناك سيارة إسعاف ونقلت القتيلة، واقتاد ضباط الشرطة المتهم إلى القسم لبدء التحقيق معه ومعرفة ملابسات الواقعة.

مشهد النهاية
كانت نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار محمد أبو المعالي رئيس النيابة، قررت حبس المتهم بقتل شقيقته، وكلفت النيابة بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليها، وأخذ عينة من دمائها للتأكد من تعاطيها للمخدرات، وعينة أخرى من دماء المتهم للكشف عن تعاطيه للمواد المخدرة، كما كلفت المباحث بإجراء تحرياتها حول الواقعة.

وكشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة اعتراف المتهم "م. ج."، 34 عامًا، بقتل شقيقته "د. ج."، بعد تشاجره معها بسبب تناولها للمخدرات، حيث طلبت منه مبلغًا ماليًا لشراء الأقراص المخدرة لكنه رفض، وضرب رأسها بقطعة حديدية حتى سقطت جثة هامدة.

فلاش باك
كان قسم شرطة منشأة ناصر تلقى بلاغًا، من الأهالي يفيد مصرع فتاة داخل مسكنها بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين أن وراء ارتكاب الواقعة شقيقها، وتم ضبطه بمسكنه، وبمواجهته اعترف أنه قتلها أثناء قيامه بتأديبها لتعاطيها المخدرات.
الجريدة الرسمية