رئيس التحرير
عصام كامل

ما هي النتنائج المتوقعة لقمة «ترامب وكيم» فوق جزيرة الدم؟

ترامب وكيم
ترامب وكيم

موجة من الترقب تحيط بالقمة التاريخية في سنغافورة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، إلا أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن نتائجها، التي يبدو أن صفات الرجلين سيكون لها الكلمة العليا في الوصول لنتائج ملموسة.


ومن المقرر أن تنطلق القمة التاريخية الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء المقبل في منتجع سياحي بسنغافورة.

قمة مهددة
لكن القمة قد لا تعقد وتلغى من أساسها بسبب مجموعة من الظروف المحيطة، وفق ما أورد تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، الأربعاء، مشيرة إلى أنه حتى في حال انعقادها فإن التوقعات محدودة.

واعتبرت أنه في حال لم يحدث أي تقدم في مجال نزع الأسلحة النووية من بيونج يانج، فإن القمة ستعتبر فاشلة.

صفات الرجلين
وذكرت الصحيفة أن القمة المرتقبة تجمع رجلين، أحدهما قادم من دولة منعزلة (كوريا الشمالية)، كرست جهودها في العقود الأخيرة لتطوير أسلحة نووية والصواريخ، متخلية عن وعود سابقة بالتخلص منها.

وعلى الطرف الآخر من طاولة المفاوضات، ثمة رئيس أمريكي متقلب ويرى أن كتابه "فن الصفقة" أفضل مرشد له في العمل.

وتضرب الصحيفة مثلا على تقلب ترامب، إذ بعدما تحدث عن عقد القمة ألغاها وهدد النظام الكوري الشمالي بمواجهة مصير النظام الليبي، ثم تراجع وأعلن عقد القمة في موعدها.

وذهب أبعد من ذلك، إذ استقبل في البيت الأبيض مسئولا كبيرا في هذا النظام تسلم منه رسالة كيم جونج أون.

حسن نية
من جانبها، قدمت كوريا الشمالية مبادرات حسن نية تمهيدا للقمة، مثل إيقاف تجاربها النووية والصاروخية وغلق أبرز منشآتها النووية.

وفي المقابل، منح ترامب النظام في كوريا الشمالية احتراما غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، فاستقبل أحد أكبر مستشاري كيم في البيت الأبيض الجمعة الماضية.

وتخلى بصورة غير رسمية عن شعار "أقصى الضغوط"، التي كانت تميز شعار سياسته تجاه كوريا الشمالية.

النتائج المحتمل
ورغم هذه المبادرات الإيجابية، إلا أن "الجارديان" أشارت إلى توقعات محدودة من القمة، فترامب أقر بأن نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية لن يتم في اجتماع واحد، بل عبر عملية مطولة تشمل عقد لقاءات متتالية.

ومن المرجح أن يستغرق تفكيك الترسانة الكورية الشمالية بالكامل وتدمير الصواريخ والبنية التحتية لهذه الأسلحة 10 سنوات، وفق ما يقول خبراء.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن إحداث تقدم في القمة يتطلب من الرئيس الأمريكي تقديم تنازلات مؤلمة مثل ضمانات أمنية، كأن يتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم الهجوم على كوريا الشمالية والحد من المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية واليابان.

الإعلان التفصيلي
ونقلت الصحيفة عن روبرت جالوتشي، الذي قاد المفاوضات مع الكوريين الشماليين في إدارة الرئيس الأمريكى، بيل كلينتون، أن الإعلان التفصيلي عن نزع السلاح النووي هو أساس نجاح أو فشل ترامب في سنغافورة.

وقالت سوزان ديماجيو، مديرة مؤسسة نيو أمريكا، التي شارك في مفاوضات سابقة مع كوريا الشمالية إن أحد مفاتيح نجاح المفاوضات هو اعتماد المفتشين الدوليين وسيلة للتأكد من نزع سلاح كوريا الشمالية.

وتوقعت الصحيفة أن يذهب كيم في أقصى تنازلاته إلى الإعلان عن تجميد ترسانة أسلحة بلاده النووية وتجميد تخصيب اليورانيوم.

تفجير اللقاء
لكن ما قد يفجر القمة هو أن تطلب الولايات المتحدة إجراء جرد كامل لبرنامج كوريا الشمالية النووي، المعلن وغير المعلن عنه، وهو ما أدى إلى فشل محاولات سابقة.

لكن يقدم ترامب، فتح مكتب للكوريين الشماليين تمهيدا لعقد معاهدة سلام، ورفع العقوبات على مراحل.

جزيرة سينتوسا
وستعقد القمة، التي طال انتظارها، بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية، كيم جون أون، في فندق بجزيرة سينتوسا السنغافورية، حسبما أكد البيت الأبيض.

لكن يبدو أن الزعيمين سيقيمان في أماكن أخرى، إذ يحتمل أن يقيم ترامب في فندق شانجريلا، حيث أقام رؤساء أمريكيون سابقون، وسيقيم كيم على الأرجح في فندق ذا سانت ريجيس سنغافورة، حسبما ذكرت صحيفة "ستريتس تايمز"، ويقع الفندقان وسط الجزيرة الشهيرة وبالقرب من قطاع التسوق الرئيسي في الجزيرة "رود أورشارد".

يجعل موقع سينتوسا المتميز قبالة البر الرئيسي الجزيرة مكانا آمنا.

كما يتميز طريق الوصول إلى الجزيرة بسهولة السيطرة عليه، إذ يوجد به تلفريك وسكة حديد أحادية وجسر للمشاة ونفق للسيارات.

حتى إذا أراد الزعيمان الاستراحة من محادثاتهما التاريخية، فسيجدان ملاعب الجولف الفاخرة.

لكن الجزيرة كذلك لديها تاريخ مظلم من القرصنة وسفك الدماء والحروب.

مركز مطاردة القراصنة
اعتبرت سنغافورة مركزا للتجارة البريطانية في القرن التاسع عشر، وجعل منها موقعها الرئيسي على الطريق البحري بين الهند والصين خيارا مثاليا.

لكن حتى قبل الحكم البريطاني، كانت سنغافورة مركزا تجاريا مزدهرا، تردد عليها التجار وكذلك القراصنة.

واشتهرت سينتوسا في ذلك الوقت بأنها "باولو بلاكانغ ماتاي"، التي تعني "جزيرة ما وراء الموت" في إشارة إلى سمعتها الدموية في القرصنة.

وسكنت الجزيرة في السابق أغلبية مالاوية وصينية وكذلك عرقية البوقيس، وهم رحالة بحريون ينحدرون من جزيرة سولاويزي الإندونيسية.

سقطت سنغافورة في أيدي اليابانيين عام 1942 بعدما استسلمت القوات الاستعمارية البريطانية.

وأطلق عليها اسم ياباني جديد، سيونا، ويعني نور الجنوب.

وخلال السنوات التالية، قتل الآلاف في عملية دموية لتطهيرها من العناصر المناهضة لليابانيين من العرقية الصينية.

وكان الصينيون من الرجال التي تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما يُقتادون إلى مواقع عدة قبل إطلاق النار أو إلقائهم في البحر لإعدامهم.

ومن بين المواقع التي نفذت عليها المجزرة المروعة شواطئ جزيرة سينتوسا، التي يطل عليها الآن فندق كابيلا الفخم الذي سيشهد لقاء الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية.
الجريدة الرسمية