«تحرير».. حكاية فلسطيني لا يسمع ولا يتكلم اغتالته رصاصة إسرائيلية (صور)
في شهر مايو من عام 2005 داخل بيت صغير ببلدة معن بمدينة خان يونس، زفت الأخبار السعيدة إلى عائلة فلسطينية بوصول بطل جديد إليها وسط قذائف ورصاصات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تطلق من سماء القرية واستمرت لساعات دون توقف.
كان لا يسمع ولا يتكلم هذه هي شهادة أحد أقرب الأصدقاء للشهيد تحرير صاحب الـ 18 عاما، والتي اغتالته رصاصات الاحتلال الإسرائيلي في مسيرات العودة والتي بدأت أول شهر مايو الماضى، احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ليسجل الشهيد رقم 39 في صفوف الشعب الفلسطيني.
استشهاد «تحرير» تعاطف معه الشعب الفلسطيني بأكمله وتحولت صفحات السوشيال ميديا رسائل للنعى.. «تحرير» ولد وكان لا يسمع ولا يتكلم استمر لفترة كبيرة حتى تأقلم على وجوه أسرته وأخواته في المنزل وأصدقائه اختار أن يدرس بمدرسة خاصة في غزة من أجل تعلم كيفية الحديث مع الآخرين ولكن كان للتكاليف المالية رأى آخر في عدم استمراره في المدرسة نظرا لارتفاع المصاريف ولكن لم يمل تحرير فقرر الدراسة بمدرسة لذوى الاحتياجات الخاصة فلم يكتب له القدر مرة أخرى الدراسة نظرا للضائقة المالية التي كانت تمر بها أسرة تحرير فقرر ترك التعليم والعمل بأحد المطاعم القريبة من المنزل لمساعدة أسرته.
يستكمل أصدقاؤه في روايتهم التي سردوها بعد استشهاد «تحرير».. مشاهدة التليفزيون كانت عند تحرير تعتمد على عينيه فقط فكان يتابع الأحداث الفلسطينية بعينه وليس بإذنه كما نتابع.. تحرير كان يتابع المواجهات بين جنود الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين ويتفاعل معها بيده فدائما كان يشير مما يوحى بفرحته مما يشاهد وكانت أمنيته أن يشارك في مثل هذه المواجهات.
يستكمل الأخ الأصغر لتحرير حديثه عنه قائلا:« قرار ترامب الأخير بنقل السفارة الأمريكية للقدس أثار غضب جميع الفلسطينيين فمنذ أن اندلعت مسيرات العودة بدأ أخي في مشاهدتها على التليفزيون والتأثر بها حتى قرر الخروج مع المواطنين حاملا العلم الفلسطينى ومطالبا بحق دولته الذي انتهكه الرئيس الأمريكى ترامب».
صباح كل جمعة كانت الشاهد الأكبر على خروج أخى وسط المسيرات ففى يوم 1 أبريل من هذا العام كتب رسالة مضمونها أريد الشهادة وليس الإصابة، كان لا يرغب في أن يعيش عاجزا وسط أهله وأصدقائه فقرر حمل كوتشات السيارات لاستخدامها في حرقها حتى لا يرى القناصة الإسرائيلية الشباب المجاهد.
مع استمرار المواجهات بين قوات الاحتلال وأخى ومن معه تلقى رصاصة في رأسه من أحد القناصة دخل على إثرها في غيبوبة استمرت لمدة 3 أسابيع حتى لفظ أنفاسه الأخيرة يوم 23 أبريل وشيعت جنازته وسط دموع الآلاف من الشعب الفلسطينى ليسجل الشهيد رقم 39 بمسيرات العودة.. بموت أخى لم ينجح قوات الاحتلال في كبح عزيمتنا وبإعدامهم للأطفال سيولد لهم مليون طفل مثل تحرير.