رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الله عمار «آية تسير على الأرض».. ابن الشرقية حفظ القرآن الكريم في 100 يوم فقط.. يحفظ الصحيحين و3 من كتب الحديث.. إمام الحرم النبوي: فيه شيء من العطاء الإلهي

فيتو

نجح في سنوات معدودة في كسر كل القيود، وتخطى حدود المعقول لما تعطيه من محبة الله مكنته من حفظ كتابه في 100 يوم فقط حتى صار الكثيرون يطلقون عليه لقب «الطفل المعجزة».


عبد الله عمار ابن قرية عرب تل الجراد مركز بلبيس بمحافظة الشرقية الفائز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة الأوقاف والأزهر الشريف، تغلب على الظروف الصعبة التي واجهته، وحول محنة حرمانه من نور البصر إلى منحة، وتمكن حفظ كتاب الله كاملاً في وقت قياسي بالقراءات العشر، وأرقام الآيات والأجزاء وأسماء وصفحات السور، وحصل على المركز الأول في مسابقة تحدي القراءة العربي التي تنظمها وترعاها دولة الإمارات.

في البداية تحدث والد عبد الله عن رحلته مع القرآن:" ابني يبلغ من العمر 12 عامًا، وحفظ كتاب الله وهو في عمر 8 سنوات، عند الشيخ محمد حسن، وأتم حفظ القرآن في ثلاثة أشهر ونصف الشهر، وبعدها حفظ القراءات العشر الصغرى، والعشر الكبرى، واستطاع خلال سنة واحدة أن يحفظ القرآن وقراءاته".

العطاء الإلهي
وأضاف «حينما نقرأ عليه الآية يعرف رقمها والجزء والحزب وموقعها في الصفحة، والله سبحانه وتعالى مَنَّ عليه بتلك القدرات، ونظرًا لتميزه كَرَّمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عام 2016، وكان تكريمًا خاصًّا، بالإضافة إلى تكريمه من فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وحصل على المركز الأول في مسابقة تحدي القراءة العربي، ومَثَّل مصر عام 2010 في مسابقة بالإمارات، وكرمه الأمير محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية، وكرمه شيخ الحرم المكي في السعودية لإجادته القرآن بالقراءات وتفوقه ونبوغه الذي تفوق به قائلاً له: "فيك شيء من العطاء الإلهي".

وتحدث الأب عن كيفية اكتشاف موهبة الابن قائلاً: "فوجئنا أنه يحفظ بسرعة شديدة، وبمجرد أن نقرأ عليه ربنا يمن عليه بنعمة الحفظ السريع، ثم كان الاهتمام أكثر بالعلوم الشرعية والدينية، وسافرنا إلى المدينة المنورة مرة ثانية للدكتور عبد المحسن القاسم، مسئول التعليم بالمسجد النبوي، وعرض علينا فكرة أن يكمل في السعودية.

وعن موقفه من العرض السعودي قال: "كان الاهتمام أن يحصل عبد الله على الشهادة الابتدائية في البداية، ونحاول في الفترة القادمة مع أي مسئول لكي ينضم الطفل بشكل مباشر للجامعة الإسلامية، في المدينة المنورة؛ لأن الانضمام يكون بناء على اختبارات تجرى للطالب غير مرتبطة بالسن، وإذا انضم لها سيكون أصغر طالب في الوطن العربي يلتحق بالدراسة الجامعية؛ لأن عمره 12 عامًا، ونسعى بكل الجهود حتى يصل إلى تلك المرحلة.

حفظ الصحاح
وفيما يتعلق بما يحفظه غير كتاب الله قال: "ربنا مَنَّ عليه وقرأ البخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داوود، والترمذي، وأثنى عليه الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، وعلى قدراته العلمية، ومن الله عليه في الأدب ما شاء الله فحفظ ألفية ابن مالك في النحو، ويستطيع أن يعرب آيات القرآن الكريم، وحفظ المعلقات السبع في الشعر وديوان حسان بن ثابت والمتنبي وشوقي، وفي المرحلة الحالية يتعلم قراءة القرآن الكريم باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقد فرغت كل حياتي ونتمنى التوفيق بإذن الله خلال المرحلة المقبلة، وفي الوقت الحالي نقرأ له في إنجيل "متى" وسيكمل باقي الأناجيل على أمل أن يدرس مقارنة أديان لو ربنا يسر خلال الفترة القادمة".

وأوضح والد عبد الله أنه حصل على وعود من مسئولين برعاية نجله لكن لم ينفذها أحد، قائلاً: "بعض المسئولين الكبار أعطوا لي وعودًا بأنهم يتحملون نفقة الولد، ولكن حينما ذهبت لهم وجدت أنها مجرد كلام في الصحف والواقع مختلف، بينما أرسل الأمير محمد بن راشد آل مكتوم لنا الكتب من دولة الإمارات، ووزير الأوقاف ربنا يجازيه خير قدم تلك الجائزة المالية التي حصل عليها 80 ألف جنيه وقدم لنا الكتب المتوفرة عنده".

وحول إمكانية سفره للخارج قال والد عبد الله: "الفرصة العلمية تأتي مرة واحدة، وأعتقد أنها لا تعوض بعد ذلك، وأنا صراحة لا أستطيع أن أوفر له الإمكانيات اللازمة، ولو جاءتني الجامعة الأمريكية أو الكندية أو أي مكان آخر ليه لأ.. فطبيعي أنني لن أستطيع أن أتحمل تلك النفقات، ولا أستطيع أن أشتري مكتبة لكي يقرأ فيها فهي تحتاج مبالغ طائلة».

مصر بلدي
وتحدث الطالب عبد الله عن رحلته مع القرآن قائلاً: "كانت بداية الحفظ عند مشايخ كثيرين أبرزهم الشيخ محمد حسن علوان من قرية أنشاص بالشرقية، وبدأت الحفظ بصفحة أو نصف الصفحة وربنا مَنّ عليَّ بالحفظ بعد ذلك، فكنت أحفظ بالصفحتين أو ثلاث وأحيانًا سورة، وكذلك القراءات العشر".

وحول رأيه في الدراسة داخل مصر أو خارجها قال: "مصر طبعًا هي بلدي العزيزة التي نفخر بها أمام كل البلاد، فمصر هي مهد العلماء"، وعن المقرئين الذين يحب سماع القرآن منهم قال: "أحب الشيخ محمد صديق المنشاوي، ومحمود الحصري، وعبد الباسط عبد الصمد، وسورة يوسف من أحب السور التي أحب سماعها لما فيها من العبر والعظات بين سيدنا يوسف وأخوته، وكل القرآن طبعًا جميل وحلو وأحب أن أتوجه برسالة شكر لكل من ساعدني على حفظ كتاب الله".
الجريدة الرسمية